باسم الله ، والحمد الله
أشَدْ العقوبات الإلهية عدَم التوْفيق لِلطاعات.
جاءَ رجُل إلىٰ الإمام الحسَن البَصري يسأله:
(يا أبا سَعيد: أعياني قِيام الليْل ؛ فَما أطيقه!
فقال: يا ابنَ أخي ، استغِفر اللَّه ، وتُبْ إليْه ؛
فإنها علَامة سوء)
وكانَ يَقول: "إنَّ الرجُل لَيُذنب الذنب ؛
فيُحرم بهِ قِيام الليْل."
فإذا كانَ الحرمان مِن نافلة ليْست واجبة يكون بسبب ذنب ، فما هو الذنب الذي يُسبب الحرمان مِن [الفريضة] ؟!
هذا التساؤل لَا بُد لِلمسلم أن يطرحه على نفسه عندما:
- لَا يُوفق لِقيام صلَاة الفجر.
- أو لَا يُوفق لِلصلَاة في جَماعة.
- أو لَا يُوفق لِطلب العِلم الشرعي لِيتَفقه ،
ويعرف دينه ويَجِد في نفسِه ملَلًا مِن ذلك.
- أو لَا يوفق لِبر والِديه.
- أو لَا يوفق لِغير ذلك مِن الفرائض.
فليْسَت العقوبة الإلهية مَقصورة على التلف المالي والجسدي و الإجتماعي والأمني لِلمذنب أو المقصر ،
بَل لا بُد مِن التذكر دائمًا أن الحِرمان مِن الطاعات لَون مِن ألوان العُقوبات ،
ولكِن المشكلة تكمُن في القَناعة التي يَعيش بها بعض المسلمين مِن أنَّ العقوبة الإلهية لا تكون إلّا في نَقص الأموال والأنفس والثمرات !
وثبت أن مِن أشد العقوبات الإلهية:
[عدَم التوفيق لِلطاعات].
وكُلما زادَ خَفاء الطاعات زادَ ثبات الإنسان ، كالوَتد المنصوب يَثبت ظاهره بِقدر خَفاء أسفله في الأرض فيُقتلع الوَتد العظيم ويُعجز عَن قلع الصغير والسِّر فيما خفي.
وأشدْ أنواع الخسارة: أنْ تكون الجنَّة عرضها السّموات والأرض ولَا يوجَد لكَ مَكان فيها!
فإنْ لَمْ يكُن في بِرنامجك اليَومي ركعَتا الضحى ،
وحِزب مِن القرآن ، وَوِتر مِن الليْل ، وكَلِمَة طيبة ،
وخبيئة لا يعلمها إلا اللَّه ، فأي طعم لِلحياة بقيّ؟!
"اغتنِم الحَياة فهِي زادُك الذي لَن يَتكرر لو فاتَت''.