من طبعها التَّعَب ، تَحُفُّها الآلام من هنا وهناك ، لا تأخذ فيها ما أردت ، لكنّنا نعبد الله باليقين ، أنّه دائم الكرم ، عظيم الجود ، لطيف الإحسان .. سنبكي هنا ، سنتألّم ، ستعتصر قلوبنا ، لكنّ ما عند الله جميل! جميل لدرجة نسيان ما كان ، أن يرِقّ قلبُك لأمر رَبّك حتّى لو حُفَّ بالألم!
فإذا كانَ الحرمان مِن نافلة ليْست واجبة يكون بسبب ذنب ، فما هو الذنب الذي يُسبب الحرمان مِن [الفريضة] ؟!
هذا التساؤل لَا بُد لِلمسلم أن يطرحه على نفسه عندما:
- لَا يُوفق لِقيام صلَاة الفجر. - أو لَا يُوفق لِلصلَاة في جَماعة. - أو لَا يُوفق لِطلب العِلم الشرعي لِيتَفقه ، ويعرف دينه ويَجِد في نفسِه ملَلًا مِن ذلك. - أو لَا يوفق لِبر والِديه. - أو لَا يوفق لِغير ذلك مِن الفرائض.
فليْسَت العقوبة الإلهية مَقصورة على التلف المالي والجسدي و الإجتماعي والأمني لِلمذنب أو المقصر ، بَل لا بُد مِن التذكر دائمًا أن الحِرمان مِن الطاعات لَون مِن ألوان العُقوبات ، ولكِن المشكلة تكمُن في القَناعة التي يَعيش بها بعض المسلمين مِن أنَّ العقوبة الإلهية لا تكون إلّا في نَقص الأموال والأنفس والثمرات !
وثبت أن مِن أشد العقوبات الإلهية: [عدَم التوفيق لِلطاعات].
وكُلما زادَ خَفاء الطاعات زادَ ثبات الإنسان ، كالوَتد المنصوب يَثبت ظاهره بِقدر خَفاء أسفله في الأرض فيُقتلع الوَتد العظيم ويُعجز عَن قلع الصغير والسِّر فيما خفي.
وأشدْ أنواع الخسارة: أنْ تكون الجنَّة عرضها السّموات والأرض ولَا يوجَد لكَ مَكان فيها! فإنْ لَمْ يكُن في بِرنامجك اليَومي ركعَتا الضحى ، وحِزب مِن القرآن ، وَوِتر مِن الليْل ، وكَلِمَة طيبة ، وخبيئة لا يعلمها إلا اللَّه ، فأي طعم لِلحياة بقيّ؟!
"اغتنِم الحَياة فهِي زادُك الذي لَن يَتكرر لو فاتَت''.