الوهابية ستنتهي كما انتهت الملل والنحل التي ظهرت خلال القرون الخالية _______ بقلم: محمد رميلات الحسني نحن في أمس الحاجة لاستقرار سياسي يدوم طويلا لكن ليس نشر الوهابية في الوطن هو الذي يديم الاستقرار لأن الوهابية آلة في يد آل سعود وفي أي وقت يمكنهم الكبس على أزرارها لتدمير الوطن كما دمروا العراق وسوريا واليمن وليبيا... أما السمع والطاعة لولي الأمر والإذعان له فإنه خَدَعَ جل الحكام العرب ثم تغيرت قضية السمع والطافة بفتوى مُقنِعَة بالآية والحديث كما تغيرت وتبدلت عشرات الفتاوى التي يجترحونها بالتحريم صباحا وبالتحليل مساء. الوهابية هم حاليا حوالي 24 طائفة لكل طائفة شيخها وهم متناحرون ومتداحرون فيما بينهم وفكرهم دموي ويمكنهم ارتكاب الجرائم الشنيعة الفضيعة ضد بعضهم البعض وضد مَن ليس وهابيا ، وسينتهي أمرهم كما انتهت الفرق المنحرفة التي ظهرت خلال القرون الخالية ثم اضمحلت وتلاشت وانمحت ولم تعد سوى أحاديث يرددها التاريخ. والشيء الذي ما زلت أستغربه أنه وعلى الرغم من الانتشار الوهابي الكبير في الوطن إلا أن الشعب الجزائري لم يستمع لفكر الإرجاء الوهابي وأن طاعة ولي الأمر واجبة ، والمتظاهرين ضد الحُكّام خوارج... لو استمع الجزائريون لهذا التخدير والتيئيس لما انتفضوا عن بكرة أبيهم ضد النُّهاب والسُّراق واللصوص الذين أهلكوا الحرث والنسل بفسادهم الذي تشيب له الولدان. ولو صَدَّق الجزائريون الوهابية الذين يدّعون اتباعهم لمنهج السلف لما كانت العصابات محبوسة الآن في سجن الحراش كما تُحبس العفاريت في قُمقمها . المناطق الوحيدة في الجزائر التي سلمت من المد الوهابي هي البيئة التي تنتشر فيها الزوايا العاملة وشيوخ العلم الذين كانوا صخرة صماء تَحَطّم عليها تلبيس وتدليس وتحرييف وتزييف الوهابيين... فقد سلم الغرب الجزائري والصحراء ومنطقة القبائل من الفكر الوهابي الدخيل ، أما بقية مناطق الوطن فقد انتشر الوهابيون فيها كالنار في الهشيم ، كأننا لسنا في دولة فيها علماء ، وإعلام ، ورجال أمن ، ومسؤولين سياسيين في مناصب عليا ينتبهون لما يحدث في الوطن من مد وهابي استمر زهاء ثلاثين سنة خلت أو تزيد... والشباب الوحيدين الذين استعصوا على الاختراق وكانت حصانتهم ضد الفكر الوهابي قوية جدا هم طلبة العلم المتخرجون في الزوايا أما البقية فقد صاروا كلهم وهابية حتى الذين لا لِحَى لهم ولا قميص كميش ، إلا ما رحم ربي.