إنّ نوع الحُبّ الذي نتمنّاه لأنفسنا دائماً؛ أن نُحَبّ بعد الاعتياد، بعد الصّباح الثّلاثمائة، وبعد كوب القهوة الألف، بعد أن نجرّب معاً أيّام الزّكام السيّء والحُمّى القاتلة، بعد ليالي الشّجار والانزعاج والأعمال المُتراكمة، حتّى حينَ تبدو وجوهنا مُتعبة، وأشكالنا مُنطفئة. نحبّ أن نظُنّ أنّ أحداً ما سيعيد اختراع الأسباب لنستحقّ حبّاً دائماً لا يزول.. أنا أعلم أنّك جرّبتَ أن يقع الكثيرون في حبّك عند النّظرة الأولى، لأنّ لحظاتك المُدهشة دفعتهم لرؤية الأشياء غير العاديّة في عاديّتِك، لكن المُحبّ العظيم، وحده المُحبّ العظيم يا عزيزي، سيتمكّن من الوقوع في حُبّك مرّةً تلوَ الأُخرى حتّى بعد أن يُخيّم الاعتياد، حتّى عندما تزورك الهزائم، حتّى في الأوقات التّي تغدو فيها مشوّشاً، حتّى عندما يُصبح حُبّك مستحيلاً، وما أجمل ذلك الحُبّ. 🤍