View in Telegram
وعن عَبْد اللهِ بْن عَمْرٍو قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r وَهُوَ يَقُولُ: “يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا قُطِعَ قَرْنٌ نَشَأَ قَرْنٌ، حَتَّى يَخْرُجَ فِي بَقِيَّتِهِمُ الدَّجَّالُ”[2]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “قَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ r أَنَّهُمْ لَا يَزَالُونَ يَخْرُجُونَ إلَى زَمَنِ الدَّجَّالِ”. وسيستمر وجودها إلى آخر الزمان، غير أنها تظهر فترة بعد فترة، وكلما ظهرت طائفة منهم قُطعت، وانتهى أمرها، ثم تظهر طائفة أخرى.. وهكذا، حتى يخرج الدجال في آخرهم. قال ابن كثير رحمه الله تعالى: “وقصدوا -أي الخوارج- بلاد العراق وخراسان، فتفرقوا فيها بأبدانهم وأديانهم ومذاهبهم ومسالكهم المختلفة المنتشرة، التي لا تنضبط ولا تنحصر؛ لأنها مفرعة على الجهل، وقوة النفوس، والاعتقاد الفاسد”[3]. لقد حرك عدوان اليهود كل سكان المعمورة بل وصحح نظرة الناس جميعاً تجاه قضية الاحتلال، وعرف الناس حقارة اليهود وبشاعتهم، ولكن زهد هؤلاء المجرمين (المارقين الدعاة على أبواب جهنم) في كل ذلك، وزهدوا في قدسية المكان وشرف الرباط والجهاد، وزهدوا في نصوص القرآن والسنة لما يحملون من قلوب مريضة واعتقادات فاسدة. ويا ليتهم سكتوا بل زداوا بعد الانسلاخ من الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين أنهم صاروا أبواق زور وفجور هداهم إليه الكذب؛ ففي وقت يعترف فيه قتلة الأنبياء بخسائرهم في العتاد والعدة والجنود وخسائرهم في الاقتصاد وخسائرهم في الدعاية المكذوبة التي أيقظت الناس من بعد غفلة.. تجد هؤلاء الذين يوادّون من حادّ الله ورسوله وينصرونه، يروجون أن أهل الرباط خسروا وأنهم سبب في الدمار والخراب وإزهاق الأرواح! وأن زعماء الرباط يحتمون بالمدنيين ويعيشون عيشة الرغد! بل ورموا أهل الرباط -الظاهرين على الحق- بأنهم أصحاب عقائد فاسدة ومنهجهم فاسد، ووصل بالبعض من هؤلاء المرضى الحمقى بأن حكموا بردّة من وعدنا الله بنصرتهم وبشرنا رسوله الكريم بأنهم لا يضرهم من خذلهم. وحديث الطائفة الظاهرة على الحق المتواتر والذي رواه ما يزيد على سبعة عشر صحابياً أشار فيه النبي r إلى أفعال هؤلاء ووصفها مرة بالخذلان، ووصفهم أخرى بالمناوأة، وثالثة بالمعادة، ورابعة بالمخالفة، وهذه الألفاظ تشير إلى أن المخالف والمعادي والخاذل والمناوئ يقع من القريب الذي تُرجَى منه النصرة. ونحن نثق في وعد الله Y ووعد رسوله r، وأن هؤلاء المرابطين المجاهدين لن يضرهم مَن خذلهم ولا مَن خالفهم ولا من ناوأهم حتى يأتي أمر الله. استحوذ عليهم الشيطان يقولون: “التاريخ يعيد نفسه”، فأحداث التاريخ تتكرر وتتشابه إلى حد كبير؛ لأن وراءها سنناً ثابتة تحركها وتكيفها. وأفعال المجرمين والمفسدين والمنافقين تتكرر لأنهم يتغيرون ويتكررون ويهلكون. يكررون تجربة شيطانية واحدة هي تجربة إبليس نفسه الممتدة مع الزمن، وهذا سر الغفلة التي يقع فيها أهل الإجرام.. لا يعتبرون بمن سبقهم لأن معلمهم استحوذ عليهم فأنساهم ذكر الله، حتى أنساهم أنفسهم فكُتبت عليهم الحسرة والذلة والمسكنة، ودائماً هم الخاسرون. والقرآن الكريم أشار إلى تشابه المواقف والأقوال والأعمال، نتيجة لتشابه الأفكار والتصورات التي تصدر عنها، وفي هذا جاء قوله تعالى: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡلَمُونَ لَوۡلَا یُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِینَاۤ ءَایَةࣱۗ كَذَ ٰ⁠لِكَ قَالَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ تَشَـٰبَهَتۡ قُلُوبُهُمۡۗ قَدۡ بَیَّنَّا ٱلۡـَٔایَـٰتِ لِقَوۡمࣲ یُوقِنُونَ﴾ [البقرة: ١١٨]. وقال تعالى عن مشركي قريش: ﴿كَذَ ٰ⁠لِكَ مَاۤ أَتَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا۟ سَاحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٌ * أَتَوَاصَوۡا۟ بِهِۦۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمࣱ طَاغُونَ﴾ [الذاريات: ٥٢-٥٣]. أي: إن هذا الاشتراك والتشابه في الموقف من الرسل، بين الأولين والآخرين، والمسارعة
Telegram Center
Telegram Center
Channel