مقال: التوبة من خطيئة الضعف!
بقلم: نور رياض عيد - كاتب من قطاع غزة
لو أن شخصًا جاء بعد 100 سنة ليقرأ ذلك الكم الكبير الذي كتبه علماء الإسلام ودعاته حول تمجيد السِّلم، والدعوة للسلام، ونبذ العنف، والبراءة من امتلاك السلاح، لظنَّ أن المسلمين كانوا في هذه الأيام هم مَن يسيطرون على العالم، ويحتلون بلدانه، ويستضعفون شعوبه، وأن جيوشهم تمتلك الترسانة العسكرية الأقوى التي تقتل بها أعداءها صباح مساء، فاضطر علماء الإسلام لتجميل الصورة، وتقديم التبريرات.
أو للتخفيف من وطأة الظلم الذي يوقعه المسلمون بغيرهم، ولن يخطر في بال ذلك القارئ أن هؤلاء الكُتَّاب كانوا من أبناء أمة مستضعفة، مهيضة الجناح، مستباحة الحدود، مسلوبة الخيرات والمقدرات، يُذَبَّح أبناؤها في مشارق الأرض ومغاربها.
لقد جعل الاستعمار المسلمين مستضعفين يحملون نفوسًا تعيش عقدة أنهم الظالمون، وضحايا بضمائر تؤنبهم وكأنهم المعتدون، فَمَثَل المسلمين اليوم كالدجاجة التي تُذبح لكنها تتألم لأن بعض قطرات دمها جاءت على ثوب الجزار، أو كالشاة التي تعتذر للذئب وهو يُقَطِّعها بأنيابه لأنها لم تأتِ لترمي بنفسها بين أنيابه، بل اضطرته للجري وراءها قبل أن يفترسها.