View in Telegram
كما أن الدين الصحيح يجعل المتدين إنسانًا كاملًا، فالدين فاسد يجعل المتدين مسخًا فيه شوب من الحيوان. والفسق والفجور إذا استولى على الإنسان غيَّر فطرته، فران على قلبه رين. وكذا الدين الفاسد إذا استولى على الإنسان غير فطرته، فران على قلبه رين، ثم يقسو قلبه، كما نعى الله على أهل الكتاب. ومن هذه الجهة فالفاسق الفاجر تكون أوبته أيسر عليه، لأنه يعلم أن ما عليه باطل، أما المتدين بالدين الفاسد فتوبته عسرة لأنه يظن أن ما عليه حق، فلا يكون له داع إلى التوبة، بل قد يتصلب على ما عليه من الدين الفاسد، ويقاتل عليه، وهذا قليل في الفساق أو الفجار. الظاهرة الجديدة التي قد تصلح للدراسة في مجال علم اجتماع الدين، هو تقارب أصحاب الفجور مع أصحاب الدين الفاسد في مقابل الخصوم الدينيين لأصحاب الدين الفاسد، والذي هو عرَض لتضخم الأيدولوجيا وابتلاعها للدين بما هو إيمان مشترك وأخلاق فاضلة، ينبغي أن تجمع بين جميع المتديينين وتباعدهم من جميع الفاجرين. هذه محنة عظيمة حقيقية لم يسبق أن تعرض لها الإسلام في حدود معرفتي القاصرة.
Telegram Center
Telegram Center
Channel