View in Telegram
وبعد، ما زالت أحداث الحزن والبؤس تطارد الإنسان، ولا تدع له شيئا لراحة البال.. يسر الله لي في الأيام الخالية المواظبة على سرد أجزاء من القرآن الكريم على بعض الإخوة، وكنت دوما ما أتفاجئ بطفل صغير يتسلل لواذا ليجلس إلى جانبي مستمعا، منصتا، مبتسما. وبعد مرور الأيام صار يترقبني بعد الصلاة ليرى أعليّ تسميع أم لا، ثم يأتي ويجلس الوقت الطويل واضعا كوعيه على ركبيته وأصابعه على وجهه، محدقا عينيه، وفي إحدى الجلسات سألته -بعد دهشة في نفسي لعدم ملله- كم عمرك يا يوسف؟ فقال بجمال مخارجه (ألبع سنين) أي أربع سنين. ولا أنسى مراقبته لنا -أحيانا- من بعيد، خشية منه أنّا لا نحب أن يجلس معنا، فكنت أناديه: تعال يا يوسف، فيأتي مبتسما خجِلا. على هذه القمة السامية من حب القرآن فُطر يوسف!! دخل اليهود حينا، وقتلوا نساءنا وأطفالنا، ودمروا بيوتنا، نسأل الله أن يأخذ منهم ثأرنا! رجعنا إلى حينا بعد انسحاب اليهود والحمد لله، صليت عصر اليوم في المسجد، وما إن سلّمت، أتى أبو يوسف إلي مببتهجا بلقائي، وسلم علي بحرارة، وقال(مبتسما): أريد أن أخبرك الساعة خبرا جميلا. =ما هو؟ -مضى يوسف إلى ربه شهيدا إثر طلقة في رأسه والحمد لله، وبعد ما سمعت ما سمعت لا أدري لماذا لم أكف عن البكاء مذ تلك اللحظة، فسامحوني إن قصرت في الكتابة فلا أملك نفسي على الجلوس الآن لحظة واحدة. والسلام ١٠/٩/٢٠٢٤
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Find friends or serious relationships easily