أقول لجميع أهلنا وإخواننا المهاجرين السوريين؛ من كان منهم في تركيا، أو لبنان، أو الأردن، أو العراق، أو مصر، أو في دول الخليج، أو غيرها من الأمصار .. وأنتم تجهزون أنفسكم للعودة إلى بلدكم، ودياركم الآمنة، والمحرَّرة، لا تنسوا أن تقولوا لجيرانكم، ولمن أحسن إليكم، أو قدم لكم معروفاً مهما كان قليلاً .. شكراً .. وألف شكر .. فمن لا يشكر الناس، لا يشكر الله.
سوريا ما بعد الثورة والحرية؛ تتطلع إلى حكومات لا تخدم نفسها، وعوائلها .. يرون في الوظائف الحكومية مغنماً ومكسباً .. لا .. وإنما تتطلع إلى حكومات لها صفة الخادم المخلص الصادق؛ الخادم لسوريا، ولشعب سوريا .. فأمير القوم خادمهم!
أرجو من الحكومة الانتقالية المنشودة في سوريا، والحكومات التي تليها، أن لا تراعي التنوع في التشكيلات الحكومية ـ إرضاء لجهات خارجية ـ على حساب الصدق، والإخلاص، وحسن السيرة، والمهارات العالية التي ينبغي أن يتحلى بها الوزراء، والتي تعينهم على خدمة سوريا أرضاً، وشعباً .. ما قيمة أن نضع أسماء تُرضي الدول الخارجية، لكن تفشل في خدمة سوريا، وشعب سوريا؟!
سقط الطاغية الأسد ونظامه، وخرجت إيران من سوريا .. فما هو مبرر حكومة الطاغية المجرم نتنياهو للاستمرار في قصف مؤسسات ومباني الدولة السورية الحديثة، والتي تعود ملكيتها لجميع الشعب السوري .. إنه استغلال دنيء وحقير للمرحلة الانتقالية، ولأضعف الحلقات التي تمر بها سوريا البوم؟!
سوريا الآن تمر في مرحلة انتقالية؛ مرحلة طوارئ، تحتاج لجهد وتعاون جميع أبنائها الصادقين والمخلصين .. لذا أقترح: تشكيل لجان شعبية ثورية؛ تكون رديفة للمجاهدين، ولحكومة الإنقاذ وما تبذله من جهود طيبة .. في خدمة البلد، والناس، وحراسة المؤسسات العامة.
أخي عبد القادر مصطفى حليمة، قد خطفه النظام الأسدي المجرم وهو يعبر الحدود السورية اللبنانية من جهة طرابلس منذ الثمانينات من القرن الماضي، وقد زعم النظام المجرم أنه قُتل في غياهب سجونهم، وأظنه كاذباً، وإلى اليوم لا نعرف عنه شيئاً .. التمسوه في السجون التي يتم تحريرها، عسى أن تجدوه بين الأحياء .. يرحمكم الله!
قد استمعت لمقابلة وحديث أبي محمد الجولاني مع قناة CNN فوجدته حديثاً موفقاً، ومسؤولاً، وراشداً .. يستحق الثناء .. فليس من الإنصاف والعدل إذا أخطأ الرجل نقول له أخطأت .. ثم إذا أصاب لا نقول له أصبت .. وفي الحديث:" واشهدوا على المحسن "؛ إذا أحسن، " بأنه محسن، وعلى المسيء "؛ إذا أساء " بأنه مُسيء ".
الثورة السورية نبيلة بأهدافها .. نبيلة بعطائها وتضحياتها .. نبيلة بأبطالها وثوارها ومجاهديها .. نبيلة بالتسامي عن الأحقاد والثارات .. نبيلة بعفوها وتسامحها عن قوة وعزة، وبعد القدرة .. تحررت مدن ولم يسفك دم إنسان ترك السلاح، واعتزل القتال .. إنها حقاً ثورة خضراء، وثورة سلام قبل أن تكون ثورة حرب .. اللهم بارك لنا في شامنا، وفي ثورتنا، وفي مجاهدينا وأبطالنا، وتمم لنا بالخير، يا أرحم الراحمين .. اللهم آمين، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.