فقه الدعوة من السيرة..
لكل قول وفعل من أقواله وأفعاله -صلى الله عليه وسلم- تكييف عملي في الدعوة إلى الله ..
بمقدار فهم السيرة واستيعاب طبيعة المواقف بمقدار الاستفادة منها في التطبيق العملي في الدعوة إلى الله ..
يتلقى الإنسان العلوم على سبيل العموم .. ثم يبدأ بأخذ التفاصيل شيئاً فشيئاً حتى تتضح عند الطالب قواعد العلم وطرق تنزيلها ..
معرفة القواعد = المرحلة الأولى وليست الأخيرة ..
ومن الخطأ الاكتفاء بها ثم التساهل بالتنزيل من غير فقه التفاصيل ..
مثال:
قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم- في المسير إلى تبوك تخلف فلان فكان الرد: دعوه، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه! حتى قيل تخلف أبو ذر فكان الرد مثله!
وفي موقف آخر يؤتى بسكران فيأمر بضربه فيضربه الصحابة حتى يقول بعضهم: ما له أخْزَاهُ اللَّهُ، فيرد النبي صلى الله عليه وسلم: لا تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ علَى أخِيكُمْ.
وفي موقف ثالث يؤتى برجل أرسل رسالة يخبر بها أهل مكة بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم فيسأله عن السبب ثم يقول: صَدَقَ، فلا تَقُولوا له إلَّا خَيْرًا. وينكر على أنكر عليه واتهمه !
لهذه المواقف فقه بالتنزيل .. في موطن نقول عمن قصّر وتخلف: دعوه ولا نبالي به!
وفي موطن: نعنفه ونعاقبه ولا نعين الشيطان عليه!
وفي موطن: نستفسر منه ولا نعاتبه فضلاً عن عقابه!