دار الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي

Channel
Logo of the Telegram channel دار الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي
@alshikhalakbarPromote
2.08K
subscribers
للطباعة والنشر والتوزيع
درَّة أشعريَّة حنبليَّة بأنفاس أكبريَّة من إشارة قُشَاشيَّة!

تزُفُّ دار الشيخ الأكبر للقرَّاء الكرام بشرى صدور الدرَّة السابعة من سلسلة "من درر الأشاعرة"؛ كتابِ "العين والأثر في عقائد أهل الأثر" الذي أُلِّف بإشارة الإمامِ صفي الدِّين القُشَاشي المالكي الشافعي(ت: 1071هـ).

وابتدأه ببيان اعتقاد الحنابلة، وعنونه الإمامُ عبد الباقي الحنبلي(ت: 1071هـ).

ومزجه باعتقاد الأشاعرة بأنفاس الشيخِ الأكبر ابن العربيِّ الإمامُ الملَّا إبراهيم الكوراني الشافعي(ت: 1101هـ).

ثمَّ حقَّقه وقدَّم له بدراسة نفيسةٍ عن أثر شيخ الإسلام ابن تيمية في فكر الملَّا الكوراني؛ الدكتور ناصر محمد يحيى ضميرية.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
https://www.facebook.com/share/p/1DiGNqFbky/
دار الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي
Photo
هذا العمل يحتوي على رسالتين نفيستين نادرتين من التراث النحوي الصوفي الفقهي، لعَلَم من أعلام القرن السادس الهجري.
أمَّا الرسالة الأُولى فلا يُعلَم لها نظير - في حدود اطلاعنا - في التراث، وهي قائمة على بيان وشرح علم النحو في علم البدء، وعلم البدء عند السادة الصوفية هو علمُه تعالى السابق للأشياء قبل أن تكون، وهو علم الأولياء، لا يطلع عليه إلا مَن وصل إلى رتبة الولاية، وذلك عن طريق كشف الله تعالى لهم ما قدَّره لكل واحد كرامةً له.
ويعنون بشرح النحو في علم البدء: الرجوع في استخراج حقائق المعاني في النحو إلى حالة البدء، أي في علم الله الأول السابق للأشياء، لا تتناقض فيه القواعد، ولا يوجد فيه شذوذات ونوادر تَنِدُّ عن الأصول كما هو حال علم النحو عند الوسطاء أي العلماء.
والوحيد الذي كتب في هذا في حدود اطلاعنا هو الحكيم الترمذي في كتابه المفقود إلى الآن «تفسير الفاتحة»، ولما كان كلامه في غاية الغموض جاء مؤلِّفنا أبو طاهر القزويني في هذه الرسالة فشرح كلامه، إلا أن كلام الحكيم اقتصر على علامات الإعراب، ولهذا وعد القزويني في رسالته هذه أنه سيأتي على أبواب النحو بابًا بابًا ويُخرِّجه في علم البدء كما فعل الحكيم الترمذي، وذلك لأنه كان عالمًا باصطلاحات السادة الصوفية عارفًا بإشاراتهم كما أخبر هو عن نفسه.

أمَّا الرسالة الثانية، فقد أقامها الإمام النجار في بيان حرف «الواو»، وذِكر كل ما يتعلَّق به في علوم العربية، فتكلم عن أقسامها وطُرقها وأحكامها في علوم العربية.
ثم من نفيس ما كتب أنه ذكر مسألة من خمسة عشر علمًا كل مسألة منها لها تعلُّق بحرف الواو، فيقول: مسألة واوية في علم التصوف. مسألة واوية في علم الكلام. مسألة واوية في علم العروض. مسألة واوية في علم القراءات، وهكذا إلى أن وصل إلى خمسة عشر علمًا.
كل هذا في الفصل الأول، أما الفصل الثاني فهو صلب الرسالة، وهو كلامه على الواو في قوله تعالى: {وفتحت أبوابها}، لماذا أُثبِتت عند الكلام عن أهل الجنة، وحُذفت عند الحكاية عن أهل النار.
فذكر الإمام النجار جميع أقوال العلماء في ذلك وتخريجاتهم في هذا.
ومن نفيس رسالته غير الذي ذُكِر كلامه عن واو الثمانية بكلام طويل وتفريعات لم نرها عند غيره.
والإمام النجار عالم كبير مشهور بعلمَي العربية والكلام، وهو من تلامذة جار الله الزمخشري، ولم يترك علمًا إلا شارك فيه بقوة كما أخبر هو عن نفسه بذلك في الرسالة التي ترجم فيها لنفسه وسمَّاها «بث الشكوى».
وبعدُ فهناك مزيد كلام عن أهمية الرسالتين وتفاصيل عن محتواهما لا يسع ذلك أن يكون في منشور، وقد بيَّن المحقِّق الدكتور أحمد فتحي البشير ذلك في المقدمة التي صنعها لتحقيق الرسالتين.
#دار_الشيخ_الأكبر
#صدر_حديثًا
#جديد
https://www.facebook.com/share/p/JYfx2gEKSvQ8tKWM/
لا ينبغي أن يصنع الفهارس الفنية للكتاب "الكشافات" إلا محقِّق الكتاب نفسه، أو خبير يقوم مقامه بصنعها تحت إشرافه ومراجعته.
أقول هذا؛ لأنني رأيتُ العجب في بعض فهارس الكتب!
ففي فهرس الآيات القرآنية الكريمة: يخلط بين المتشابهات؛ فترى المؤلِّف يعيِّن السورة التي نقل عنها واستشهد بآياتها، وفي الفهرس تجدها مفهرسة من سورة أخرى!
أو أن المؤلِّف أراد قراءةً، وأثبتها المفهرس في الفهرس على قراءة حفص!
وفي فهرس الأحاديث الشريفة: يخلط بين المرفوع والموقوف والمقطوع دون تنبيه على أن الفهرسة شاملة للجميع.
وفي فهرس أسماء الكتب: ينسب الكتب لغير أصحابها، وأكثر ما رأيت هذا الخلط في فهرسة "الأثبات"؛ فتجد المفهرس ينسب للمؤلِّف الكتبَ التي قرأها على أشياخه أو يرويها عنهم!
وفي فهرس المصادر والمراجع: يثبت بيانات مختلفة للطبعة التي خرَّج منها المحقِّق النصوص! وغالب مَن يفعل ذلك سَداه ولحمته الاعتماد على المكتبة الشاملة.
احترامك للقراء.. احترام للعلم والكتاب.
#منهجيات
أحمد بن سهيل المشهور
https://www.facebook.com/share/p/1DrJBor5w1/
ما مات مَن تركَ الحياةَ وذِكرُه
عطرٌ يطيرُ مع الرياح الأربعِ

ما من مرَّةٍ زرتُ وإياه الدكتور بكري علاء الدين.. إلَّا وسأله عن ترجمتِه لرسالته هذه، وحثَّه على إكمالها؛ حتى إنه مرَّة قال للدكتور بكري ممازحًا: (يا سيدي - الله يطوِّل بعمرك، ويبارك بهمَّتك - إنت رِجَّال كبير، وإذا متت بتموت معك الرسالة، وما في حدا راح يقدر يترجمها مثلك، فلا تشتغل بغيرها أرجوك؛ لأنها - والله - هي من أنفس أعمالك).
وأذكرُ أنني عندما تشرفتُ بإهداء الدكتور بكري نسخة من خدمتي والأستاذ محمد أديب الجادر لكتاب "الكواكب المنيرة المجتمعة في تراجم المجتهدين الأئمة الأربعة" للإمام العجلوني.. قال الدكتور بكري: اكتبا لي إهداء مشتركًا. فقال الأستاذ الجادر: (تكرم، وع قبال ما تريح بالي وتنتهي من ترجمة رسالتك عن النابلسي، وتكتب لي الاهداء عليها مع أبي العباس)!
وها هو اليوم يكتب له الإهداء بعد وفاته؛ وفاء بحقِّه، وحفظًا لعهده وودِّه: ( بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الصديق المحقِّق البارع الأستاذ محمد أديب الجادر رحمه الله تعالى؛ فقد ألحَّ عليَّ كثيرًا لترجمة هذه الأطروحة. وأسفي الشديد هو أنَّه توفي قبل إنجازها ولم يرها، وقد صدرت في دار صديقه أحمد المشهور؛ دارِ الشيخ الأكبر.
دمشق في ١ / ٣ / ٢٠٢٤
بكري علاء الدين).
رحم اللهُ تعالى عبدَه محمدًا الجادر، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وبارك في حياة الأستاذ الدكتور بكري علاء الدين مع العافية في الدين والدنيا.

وكتب
أحمد بن سهيل المشهور
https://www.facebook.com/share/p/12C62kx8bx8/
شهادة مطلعٍ على الدراسات الغربية، خبيرٍ بها.
الدكتور ناصر ضميرية حفظه الله تعالى، ونفع به.
من أفضل ما أُلِّف عن الأستاذ العلَّامة العارف بالله الشيخ عبد الغني النابلسي رضي الله تعالى، في حياته ومؤلَّفاته ومذهبه الصوفيِّ.
مكث الأستاذ الدكتور بكري علاء الدين حفظه الله تعالى في تأليفه قرابة عشر سنوات؛ اطلع من خلالها على معظم تراث الإمام النابلسيِّ في مكتبات المخطوطات العربية والعالمية.
وقد مَنَّ الله سبحانه وتعالى بترجمته إلى اللغة العربية، وحازت دار الشيخ الأكبر شرف طباعته. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
#دار_الشيخ_الأكبر
#صدر_حديثًا
#يطبع_أول_مرة
#جديد
https://www.facebook.com/share/p/Piu1D2skHbKgFYRJ/
المتصوفة أهل الدعاوى.

"وأهل زماننا اليوم بالنسبة إلى طريق التصوف ومعاطاة كلام القوم.. على ثلاثة أقسام:
منهم العوامُّ الجاهلون الذين لا حال لهم صحيح، ولا علم نافع، ولا عمل رافع، وإنما هم عوام يعرِّفون الناس بأوهامٍ لا أصل لها، ويوقعون الأُمَّة في تصديقهم والانتسابِ إليهم، وهم كاذبون في كلِّ ما يدَّعون، وربما بعضهم يحفظ خواصَّ بعض الحروف وبعض الكلمات، أو نوعًا من السِّحر والطِّلَّسْمات؛ فيستعمل شيئًا من ذلك في جذب الناس إليه وميلِ قلوبهم له، وأخذِ الدنيا، وإيذاءِ مَن يريد إيذاءَه من الناس، أو نفعِ مَن يريد نفعَه منهم، ويسمُّون ذلك كرامات أكرمهم الله سبحانه وتعالى بها، وخوارقَ عادات ثبتت وِلاياتهم بها عند الناس! وهي كلها ضلالات ومحرمات، والسِّحرُ حرام بإجماع المسلمين، بل هو كفرٌ عند الحنفيَّة.
فترى هذا القسم من الصوفية يدورون في البلاد ويلتمسون الأموالَ من الناس، وهذا غرضهم الأعظم، ويوقعون الناسَ في الزُّور معهم، فيصدِّقونهم على كذبهم، ويشهدون بولاياتهم شهادةَ زورٍ بمجرَّد ما رأوا متابعةَ الناس لهم، فقلَّد بعضُهم بعضًا في ذلك!".

من رسالة "أنوار السلوك في أسرار الملوك" للأستاذ الإمام العارف بالله؛ الشيخ عبد الغني النابلسي رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
https://www.facebook.com/share/p/1928LuxvGU/?mibextid=oFDknk
قال الأستاذ العارف عبد الغني النابلسي رضي الله تعالى عنه في سياق حديثه عن أهل الدعاوى من متصوفة زمانه:
"وقد ظهر قسمٌ ثاني من الناس يصعبُ التنبُّه له؛ وهو أنَّ طائفة ممن ينتسبُ إلى الصوفيَّة يطالعون كلام العارفين المتقدِّمين، ويتكلَّمون به هم على إيهام أنَّه من كلامهم، وبأنَّه فُتح عليهم به، وأحوالُهم في أنفسهم غير مشعرة بالفتح عليهم أصلًا؛ فهم غافلون جاهلون، ومع ذلك يتكلَّمون بكلام العارفين الكاملِين".
https://www.facebook.com/share/p/1FWu6vqUXP/?mibextid=oFDknk
دار الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي
من تكلم بغير فنه.. أتى بالعجائب، وعَِيٌّ صامتٌ.. خيرٌ من عَِيٍّ ناطقٍ. ممَّا ذكرتُه في مقدمة خدمتي لكتاب "نور الحقيقة ونَور الحديقة" أن الإمام بهاء الدين القزويني المعروف بالنجار؛ قد ابتُلي بمن عبث في مؤلَّفاته في حياته وبعد مماته، ونقلتُ كلامه من خاتمة كتابه…
للتذكير:
مهمٌّ بين يدي مقالٍ سأكتبُه إن شاء الله تعالى في بيان سرقةِ المدعو عبد المولى هاجل خدمتي لكتاب "نور الحقيقة ونَور الحديقة" والكذبِ والافتراءِ علَيَّ، الذي نشرَه حديثًا في هذه السنة (2024) بعد نشره لكتاب العاملي ونسبته للقزويني وطبعه سنة (2022) ممَّا بيَّنته في هذا المقال.
بيانٌ واعتذار بين يدي طباعة كتاب "قصد السبيل إلى توحيد الحق الوكيل" لمجدد القرن الحادي عشر، الملقب في زمانه بالسعد الثاني؛ الملا إبراهيم الكوراني، يسَّر الله تعالى طبعه بمنِّه وفضله.

كلَّما عملتُ على خدمة كتابٍ وانتهيتُ منه.. مَنَّ الله سبحانه وتعالى علَيَّ بما يزيد في خدمتِه وحُسنِه؛ كالوقوف على نسخةٍ خطيَّةٍ مهمَّة، أو خطورِ فكرةٍ لم تكن مني على بالٍ أثناءَ العملِ على الكتاب؛ فأُمسِكُ عن طباعته حتى أحقِّق ما كان سببًا للتأجيل، مع أنني لو أخرجتُ الكتابَ على حاله في وقتِه.. لما كان إلا مرضيًّا للعلم وأهلِه؛ لتحقُّق أركان التحقيق وشروطه فيه بفضل الله تعالى.
حصل هذا معي في كتاب "سراج العقول في منهاج الأصول" للإمام بهاء الدين القزويني(ت: 575هـ) عندما انتهيتُ منه نهاية سنة 2018، ثم أوقفتُ طباعته - ولم يطبع إلى الآن - لتنبهي لسؤالٍ مهمٍّ لم أتكلَّم عنه في مقدمة تحقيق الكتاب؛ وهو: ما سبب غياب كتاب "سراج العقول" والنقلِ عنه في كُتبِ مَن جاء بعدَه مِنَ الأئمة مع ما له ولمؤلِّفِه من مكانةٍ رفيعة؛ حتى جاء الإمامُ الشعرانيُّ بعد أربعة قرون فأظهرَه في كتبِه، وقال في وصف المؤلِّفِ - والإمام الشعراني هو مَن هو في علمه وتقواه في تحري الألفاظ وإطلاقِها - : (ما رأيتُ في علماء الكلام أطولَ باعًا منه). وقال في وصف المؤلَّفِ: (كتابٌ نفيسٌ مشتملٌ على اربعين مسألة من مشكلات علم الكلام).
دعتني الإجابة عن هذا السؤال لإيقاف طبع الكتاب حتى رجعتُ إلى كتب العلماء المطبوعة والمخطوطة؛ فوقفتُ على نقولات كثيرة من كلام الإمام القزويني مأخوذةٍ من كتابه "سراج العقول"، بعضها مأخوذٌ بنصِّه وفصِّه، وبعضها مأخوذٌ بتصرف يسير وكثير، كل هذا من دون عزوٍ إليه وإلى كتابه! فقادني ذلك إلى الكلام عن مسألة النقولات في كتب العلماء المأخوذة بلا عزو لأصحابها؛ وتكلَّمتُ عنها من جميع الحيثيات - قدر المستطاع - مع مقدِّمات وأصول مهمات بما يقرب من مئة صفحة في مقدِّمة تحقيق كتاب "سراج العقول في منهاج الأصول" يسَّر الله تعالى طباعته.

وحصل معي كذلك في كتاب "الذخيرة لأهل البصيرة" الذي انتهيتُ من تحقيقه سنة 2017، ولم أدفعه للطباعة حتى حصلتُ على مخطوط مكتبة ليدن سنة 2020 بمساعي الدكتور ناصر ضميرية جزاه الله تعالى خيرًا، ثم طبعته سنة 2021 والحمد لله، وسبب عدم طباعته قبل الحصول على النسخة المذكورةِ وانتطاري كلَّ هذه المدَّة لها؛ أنها نسخة نفيسة، ونفاستها في أنها منسوخة عن نسخةٍ قوبلت على نسخةٍ بخطِّ المؤلِّف محمد بن علي العراقي (ت: 561هـ).

وحصل معي أيضًا في كتاب "شرح مقاصد المقاصد" للإمام شمس الدين الدَّلْجي(ت: 947هـ)؛ فقد انتهيتُ من خدمته سنة 2021، وعندما أعلنا عنه في دار الشيخ الأكبر وأردنا دفعه للطباعة.. وصلتني نسخة خطية للكتاب لم أقف عليها من قبل، عن طريق الشيخ الفاضل حارث الدليمي، وهي نسخة دار الكتب الوطنية في تونس، وبعد أن تبيَّن لي أهميَّتها من وجوهٍ عدَّة.. قابلتُها كاملة، ونقضتُ عملي السابق على الكتاب، وواصلتُ الليل مع النهار في العمل عليه حتى طُبع في نهاية سنة 2022، والحمد لله.

كتبتُ هذا الكلام بيانًا واعتذارًا على تأخُّر طبعة كتاب "قصد السبيل" الذي انتهيتُ من تحقيقه والدكتور ناصر ضميرية نهاية سنة 2021، ثم وقفنا على أشياء كثيرة تزيدُ من حُسن خدمة الكتاب كانت سببًا في عدم طباعته حتى ننظر فيها، وبفضل الله تعالى قد انتهينا منها، والكتاب في طريقه للطباعة إن شاء الله تعالى، نسأل الله تعالى التيسير بجاه مَن بالصلاة عليه يَسهُل العسير، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

وكتب
أحمد بن سهيل المشهور

https://www.facebook.com/share/p/LjyheMQUiVAcBzdj/?mibextid=oFDknk
دار الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي
بسم الله الرحمن الرحيم لا يخفى على طلبة العلم أنَّ من أهمِّ المطالب العلمية في تحقيق الكتب التراثية: إثبات نسبة الكتاب لمؤلِّفه، وهذا يعتمد على شروطٍ وأوصافٍ يجب توفرها فيمن يتصدّى لخدمة كتب العلماء والأئمة، وهي كثيرةٌ معروفة عند أهل صنعة التحقيق. ولعلَّ…
المقال الثاني: في الكلام عن نسبة كتاب "كنز الحقائق في كشف الدقائق" للشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي.

استكمالًا لما بدأتُه قبل سنة في تحقيق نسبة بعض الكتب التي طُبعت منسوبة للشيخ الأكبر.. أتكلَّمُ في هذا المقال عن كتاب "كنز الحقائق"، وكان المقال الأول في بيان نسبة كتاب "الدر المكنون المشحون بالفنون"، وقد بيَّنتُ فيه بما يقطع الشكَّ باليقين أنَّ الكتاب ليس من تأليف الشيخ الأكبر محيي الدين، وأنَّه من تأليف الشيخ أحمد بن عمر العلواني الحمامي الشافعي (ت: 1017هـ)، وذكرتُ في المقال المشار إليه مقدمات مهمَّات لا بُدَّ أن تكون من بال القارئ أثناء قراءتِه لهذا المقال، وسأضعُ رابطَه في التعليقات.

أقول: كتاب "كنز الحقائق في كشف الدقائق" مِنَ الكتب المشكوك في نسبتِها للشيخ ابن العربي؛ وذلك من وجوه:
أولًا: لم يذكرْه الشيخ ابن العربي في "الفِهرِست" ولا في "الإجازة"، ولا في أيِّ كتابٍ من كتبِه الثابتة النسبةِ إليه؛ بل ولا فيما نُحلَ عليه ولم تصحَّ نسبتُه إليه.

ثانيًا: لم يذكره أحدٌ من تلامذة الشيخ ابن العربي المباشرين، ولا غيرهم ممن جاء بعدهم من أئمة العرفان منسوبًا للشيخ ابن العربي.

ثالثًا: لم يذكرْه أحدٌ من المؤرِّخين وأصحاب المعاجم والأثبات منسوبًا للشيخ ابن العربي، ولم ينقل أحدٌ من نصوصِه ناسبًا الكتابَ إليه.

رابعًا: تأخُّرُ تاريخ النسخة الخطية التي وصلتنا لهذا الكتاب منسوبًا للشيخ ابن العربي (مكتبة LALELI، رقم 1482)؛ إذ إنها مكتوبة سنة (1112هـ)، ولم يَذكُر ناسخها أنه نقلها عن نسخة المؤلِّف، أو عن نسخة عليها خطُّه، أو متصلة به، أو فيها ما يشيرُ أنها للشيخ ابن العربي، بل لم يَذكُرِ الأصلَ الذي نقل منه نسخته التي كتبها!

خامسًا: تشكيك الأستاذ الدكتور عثمان يحيى رحمه الله تعالى في نسبة الكتاب للشيخ ابن العربي؛ حيث قال في كتابِه "مؤلفات ابن عربي تاريخها وتصنيفها" (ص 522، ترجمة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب حفظه الله تعالى): "أفكار المخطوط وأسلوبه بعيدان عن أفكار ابن عربي"اهـ.
وليس في هذا الكتاب ما يثبتُ نسبته للشيخ ابن العربي سِوى ما جاء على طُرَّتِه من نسبتِه إليه!
ولا يقال في مثل هذا: إنَّ المثبِتَ مقدَّمٌ على النافي؛ لأنَّ هذه القاعدة ليست على إطلاقها، بل هي مقيَّدة بشروطٍ مذكورة في محلِّها، ومنها أنه لا يُعمَلُ بها إلا إذا جاء المثبِتُ بما يدلُّ على ثبوت دعواه، وليس في كتابةِ اسم الشيخ ابن العربي على طُرَّة هذا المخطوط ما يدلُّ على الدعوى؛ خصوصًا مع ما قامت عليه الأدلَّة واشتهر أنَّ من أكثر العلماء الذين نُحِلت على اسمهم المؤلَّفات قبل ظهور الطباعة.. هو الشيخ ابن العربي، وقد ذكرتُ ذلك ببعض بسط مع الأمثلة في مقدِّمة تحقيق نسبة كتاب "الدر المكنون المشحون بالفنون".

وقد طُبع كتاب "كنز الحقائق في كشف الدقائق" أول مرة سنة( 2022م)، ولم يأتِ محقِّقُه في مقدِّمات تحقيق الكتاب بما يثبتُ نسبةَ الكتاب للشيخ ابن العربي، بل حتى لم يَتنبَّه لتشكيك الدكتور عثمان يحيى في نسبة الكتاب للشيخ ابن العربي، واكتفى ببضعة أسطرٍ للتدليل على النسبة؛ فقال: (وقد خفي هذا الكنز على القراء قرونًا من الزمان، ولعلَّه من أوائل مؤلَّفاتِه؛ إذ يَذكرُ فيه أنَّه خَدَمَ عددًا من أهل العرفان وتلقى من علومهم واستفادَ من أذواقهم، وذلك لا يكون إلا في البدايات، وقد ذَكَرَ الشيخُ الأكبر رضي الله عنه في غير موضعٍ أنَّه كان يجنحُ للسترِ في بداياتِه مخافةَ الشهرة حتى نسبوا بعض كتبِه إلى غيره، وقد كان إنتاجه رضي الله عنه غزيرًا حتى أنه في إجازته للملك المظفر وفي فهرسه أنَّ الحال لا يسع أن يتذكَّر كلَّ ما وضَعَ من الكتب والرسائل).
هذا ما قالَه محقِّق الكتاب في إثباتِ نسبتِه للشيخ ابن العربي!!!
وما استدلَّ به على أنَّ هذا الكتاب وغيره قد يكون من ضمن الكتب التي ألَّفها الشيخ ابن العربي ونسي أن يذكرها في "الفِهرِست" و "الإجازة" = قد رددتُه وبيَّنتُه في مقدمة تحقيق نسبة كتاب "الدر المكنون المشحون بالفنون" فلينظر.

هذا وبناء على ما تقدَّم من كلام.. تبيَّن أنَّ كتاب "كنز الحقائق" من الكتب المشكوك في نسبتِها للشيخ ابن العربي، إلا أنني بفضل الله تعالى قد وقفتُ على ما يقطع بنفي نسبته للشيخ الأكبر؛ وذلك ببيان المؤلِّف الحقيقيِّ للكتاب، ولن أصرِّحَ باسمه في هذا المقال؛ بل في مقال آخرَ سينشرُ قريبًا إن شاء الله تعالى في مجلَّةٍ محكَّمةٍ، أسألُ اللهَ تعالى المعونةَ والتيسير.

وأخيرًا أقول: تحقيقُ إثبات نسبة الكتاب لمؤلِّفه ونفيِه عن الشيخ الأكبر محيي الدين.. لا يلزم منه التزهيد في اقتنائه وقراءته؛ إذ لا يغني كتاب عن كتاب، والحمد لله رب العالمين.

وكتب
أحمد بن سهيل المشهور

https://www.facebook.com/share/tMhbi5rXBxKaBRbE/?mibextid=oFDknk
Telegram Center
Telegram Center
Channel