"وَكَم صاحِبٍ كَالرُّمحِ زاغَت كُعوبُهُ
أَبى بَعدَ طولِ الغَمزِ أَن يَتَقَوَّما
تَقَبَّلتُ مِنهُ ظاهِرًا مُتَبَلِّجًا
وَأَدمَجَ دوني باطِنًا مُتَجَهِّما
فَأَبدى كَرَوضِ الحَزنِ رَقَّت فُروعُهُ
وَأَضمَرَ كَاللّيلِ الخُدارِيِّ مُظلِما
وَلَو أَنَّني كَشَّفتُهُ عَن ضَميرِهِ
أَقَمتُ عَلى ما بَينَنا اليَومَ مَأتَما
فَلا باسِطًا بِالسّوءِ إِن ساءَني يَدًا
وَلا فاغِرًا بِالذَّمِّ إِن رابَني فَما
كَعُضوٍ رَمَت فيهِ اللّيالي بِفادِحٍ
وَمَن حَمَلَ العُضوَ الأَليمَ تَأَلَّما
إِذا أَمَرَ الطِّبُّ اللَّبيبَ بِقَطعِهِ
أَقولُ عَسى ضَنًّا بِهِ وَلَعَلَّما
صَبَرتُ عَلى إيلامِهِ خَوفَ نَقصِهِ
وَمَن لامَ مَن لا يَرعَوي كانَ أَلوَما
هِيَ الكَفُّ مَضٌّ تَركُها بَعدَ دائِها
وَإِن قُطِعَت شانَت ذِراعًا وَمِعصَما".
الشَّريف الرَّضيّ.
#قيامة_الشعر