🍀القسم الأول
🍀🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما هو مصير الصداقة في الآخرة التي لا تقوم على أساس صحيح، صداقة عشوائية، صداقة قد تحكمها، أو تدفع إليها، أو تعزز روابطها مصالح دنيوية؟
🔸 – بين الأتباع والمتبوعين يوم القيامة، لمن تكون معظم العذاب النفسي والحسرات؟
🔸 – بمن تشتد سواعد الطغاة والمجرمين؟
🔸 – تحدث القرآن عن الحسرات الإضافية بالنسبة للكبار في يوم القيامة، فما سبب هذه الحسرات؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀دروس من هدي القرآن الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده_الدرس_العاشر{رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ}
ألقاها السيد/
#حسين_بدرالدين_الحوثيبتاريخ: 29/1/2002م
اليمن - صعدة
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى
الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
بالأمس كان مما تحدثنا عنه هو ما تجلى في عدة آيات من كتاب
الله الكريم، تلك الحالة الرهيبة التي يمر بها كثير من الناس، ومعظمهم ـ فيما يبدو ـ هم من عامة الناس، من الأتباع عادة: أن هناك سيكون في يوم الحساب سيكون أيضًا في داخل النار نفسها تخاصم، وتشاجر، ولعن متبادل، وعداء شديد، وحسرات كبيرة جدًا تقطع القلوب.
وقلنا أيضًا: هذا يدل على أن هذه ستكون بين أطراف كان بينها في الدنيا علاقة قوية جدًا: قرين مع قرينه، تابع مع متبوعه، مرؤوس مع رئيسه، أمة مع أمة قبلها كانت تحتذي بها وتسير على نهجها، من كانوا أخلاء في هذه الدنيا، من كانوا أصدقاء في هذه الدنيا، ولكن صداقة لا تقوم على أساس صحيح، صداقة عشوائية، صداقة قد تحكمها، أو تدفع إليها، أو تعزز روابطها مصالح دنيوية لا يلتفت معها الناس إلى خطورة النتيجة.
{الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ ـ يوم القيامة ـ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} (الزخرف: من الآية66- 67) من كانوا في الدنيا متقين، أصدقاء مع متقين، أتباع لمتقين، قرناء لمتقين، هؤلاء هم من ستعظم فيما بينهم المودة، ويشكر بعضهم بعضًا في ذلك اليوم، ويرتاح بعضهم لبعض.
فلماذا تتحول كل تلك الصداقات إلى حالة عداء؟ ولماذا يتبخر في ذلك اليوم الحديث عن كل المصالح السابقة في الدنيا؟ يصبح كل التعبير هو عن خطورة الموقف الذي أصبحوا فيه، الذي لم يعد بإمكان أولئك أن يذكروا الآخرين بأنهم [لكننا في الدنيا عملنا لكم كذا وكذا، وفي الدنيا فعلنا لكم كذا وكذا]؛ لأن هذه لن تقبل إطلاقًا من الطرف الآخر.
عندما ذكَّر فرعون موسى ألم يذكره بنعمة؟ {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ} (الشعراء:18) ألم يقل هكذا فرعون؟ في يوم القيامة تُنسى كل هذه تمامًا فيما بين الأصدقاء، إذا كان صديقًا ممن يضلك، ممن هو على ضلال في سلوكه، في اعتقاداته، في مواقفه، في توجهاته، قد يعمل لك في الدنيا الشيء الكثير لكن سترى أنه أضلك، وأنه أهلكك وأنه بئس القرين على الرغم مما عمل لك في الدنيا، فتقول له: {يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} (الزخرف: من الآية38).
أن تسمع من ذلك القرين كلمة أخرى يقول: [لماذا بئس القرين وأنا كنت في الدنيا أعمل لك كذا، وعملت كذا؟] هذه لا قيمة لها تمامًا، أصبحت لا قيمة لها نهائيًا؛ لأنه قال لك بئس القرين على الرغم مما قد عملت له في الدنيا.
وهكذا بالنسبة مع الكبار أيضًا المتبوعين مع الأتباع، يلعن بعضهم بعض، يتبرؤون من بعضهم بعض، وقلنا أيضًا: بأنه اتضح بأن معظم العذاب النفسي والحسرات هي تكون للأتباع أعظم من الكبار في هذا الجانب، في هذا الجانب {يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}، {رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} (فصلت: من الآية29).
عداوة شديدة، أين هم الذين أضلونا من الإنس والجن نجعلهما تحت أقدامنا في أسفل درك في جهنم، ندوسهم بأقدامنا، من العداوة، من الحقد، من الأسف، من الحسرة، من الندم؛ لأنه لا يدري ماذا يعمل إلا هذا، ذلك الذي أضله [يتركه يدوسه] بأقدامه في نار جهنم، وقد لا يحصل هذا أيضًا.
{حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولاهُمْ} (الأعراف: من الآية38)، أليست أمة تابعة لأمة كانت سابقة قبلها؟ {رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ} (الأعراف: من الآية38) لكم ضعف وهم لهم أضعاف، لكم أضعاف عذابي؛ لأنكم كنتم تؤثرون إتباعهم، وكنتم تربطون أنفسكم بهم، وتنصرفون عن الحق، وتنصرفون عن الهدى، وأنتم متمسكون بهم.
{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا} (البقرة: من الآية166) الكبار تبرأوا من الصغار، والصغار هم من كانوا في الدنيا يصفقون لهم، ويؤيدونهم، ويدعمونهم بأموالهم وبألسنتهم وبأنفسهم، يوم القيـامة يتبرؤون منهم {وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} (البقرة: