View in Telegram
لما مدح أبو طالب النبيَّ الكريم ﷺ قال فيه: وأبيضَ يُستسقَى الغَمامُ بوَجهِه... ثِمالُ اليتامى عِصمةٌ للأراملِ يعني أنه يطعم اليتامى ويعصم الأرامل مما يسوءهن، وكان هذا خُلُقه قبل النبوة وبعدها، غير أنه بعد النبوة والوحي صار هذا خُلُق أمة لا يزال فيها الخير. ولما كان جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يعيل يتيمات اشترى منه النبي ﷺ جمَله، ودفع إليه الثمن ثم رد الجمل، والحديث في الصحيحين، فهذا الصنيع سنة. وأذكر أنني قديماً اطلعت على كتاب بعنوان «المستجاد في فعلات الأجواد» جمع صاحبه أخبار الأسخياء، كمثل صنيع صاحبنا الذي اشترى البيت أثابه الله عز وجل. ومثل هذا حسن أن يُنشر، ففيه تشجيع على مثل هذا، وقد قال تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم} [البقرة]. فصدقة السر أفضل والعلانية مقبولة، وقد تفضل العلانية إذا كان فيها تشجيع على مثل صنيع الرجل، كالوارد في حديث: «من سن في الإسلام سنة حسنة»، فالحديث في رجل سبق إلى الصدقة فتشجع الناس من بعده.
Telegram Center
Telegram Center
Channel