من حقوق المسلم على المسلم:
(7) أن ينصره ولا يخذله في أي موطن احتاج فيه إلى نصره وتأييده.
من حق المسلم على أخيه المسلم أن ينصره في الوقت الذي يحتاج فيه إلى مناصرته، وقد جاء في الحديث الأمر به، قال ﷺ: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيت إن كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره".
إن المسلم مكلف أن لا يظلم أخاه ومكلف كذلك أن لا يُسلمه لمن يظلمه، قال ﷺ: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة".
وقد تكرر هذا المعنى بلفظ آخر في الحديث: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله .."، والخذل: ترك الإعانة والنصر، ومعناه: إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه، ولم يكن له عذر شرعي.
إن المسلم يهتم لأمر المسلمين يسره ما يسرهم ويؤلمه ما يؤلمهم، كما في الحديث أنه ﷺ قال: "ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" فإن كان هذا شعوره فإن استجابة جوارحه لهذا الشعور بالعون والمناصرة والتأييد والمدافعة شيء طبيعي، وهذا الشيء الطبيعي واجب من الواجبات الشرعية.
ولهذا جاء الوعيد على عدم القيام به والوعد لمن قام به في قوله صلى الله عليه وسلم: "ما من امرئ يخذل امرءًا مسلمًا في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلمًا في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته".
وهذا غاية ربط أواصر الأخوة بين المسلمين فإنها آصرة مبنية على الحقائق والأعمال وليست مبنية على الدعاوى والأقوال.
وطرق نصرة المسلمين لإخوانهم المستضعفين متعددة متنوعة تختلف بحسب طاقات وقدرات أفراد المسلمين فتبدأ من عند نصرتهم بالنفس إلى نصرتهم بالكلمة مرورًا بنصرتهم بالمال، وفي الحديث قال ﷺ: "جاهدوا المشرِكين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم"، نص ﷺ على القوى: العسكرية والاقتصادية والإعلامية بما تشتمل عليه كل واحدة منها من أنواع فردية أو جماعية بحسب مستويات الأمة الإسلامية.
نسأل الله تعالى أن ينصر بنا إخواننا، وأن يذل بنا عدوهم وعدونا.
#حقوق_المسلم
.