من حق المسلم على أخيه المسلم:
2١) أن يشمِّته إذا عطس وحمد الله، بأن يقول له: يرحمك الله.
وهذه المداولة الطيبة التي يشترك فيها القلب الطيب والقول الطيب والسلوك الطيب ماذا ينتظر من ورائها؟ يعطس المسلم فيقول: الحمد لله أو الحمد لله على كل حال، ويسمعه أخوه فيقول له: يرحمك الله، ويجيبه العاطس: يهديكم الله ويصلح بالكم، أو يغفر الله لنا ولكم.
دعوات طيبات وتمنيات صالحات تنتج التحاب والتماسك وتنشئ التواد والتراحم.
هذه اللحظة العارضة العابرة يهتم بها الإسلام ويشرع لها الآداب والأحكام، بل ويثور حولها مسائل هي من العجب العجاب، ومن هذه المسائل: محبة الله تعالى للعطاس، ففي الحديث: "إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله كان حقًّا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله".
وبين الشرع الكريم أحكام العطاس التي نقبس منها هذه المسائل:
- من عطس فلم يقل: الحمد لله، هل نقول له: يرحمك الله؟ لا نقول له: "يرحمك الله" فليس حقًّا له على من سمعه أن يشمته، ففي الحديث: "إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه"، "عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقال الذي لم يشمته: عطس فلان فشمته، وعطست أنا فلم تشمتني. قال: إن هذا حمد الله، وإنك لم تحمد الله".
لكن يمكن أن نعلمه أن يقول ذلك فإذا قاله شمتناه.
عطس رجل عند الإمام ابن المبارك، فقال له ابن المبارك: أيش يقول الرجل إذا عطس؟ فأجاب الرجل: يقول "الحمد لله"، فقال له ابن المبارك: يرحمك الله.
- الاقتصار على الحمد فقط دون زيادات: عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رجلًا عطس إلى جنبه، فقال: الحمد لله والسلام على رسول الله، فقال ابن عمر: وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس هكذا علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمنا أن نقول: "الحمد لله على كل حال".
- أن يضع يده أو ثوبه على فمه ويخفض صوته، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس غطَّى وجهه بيدِه أو بثوبه، وغَضَّ بها صوته.
- إذا تكرر العُطاس من إنسان متتابعًا، فالسُّنة أن يشمِّته لكل مرة، إلى أن يبلغ ثلاث مرات: عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وعطس عنده رجلٌ، فقال له: "يرحمك الله"، ثم عطس أخرى، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرجل مزكومٌ".
وفي رواية عند أبي داود والترمذي: فقالا: قال سلمة: عطس رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا شاهدٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يرحمك الله، ثم عطس الثانية أو الثالثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يرحمك الله، هذا رجلٌ مزكومٌ".
#حقوق_المسلم
.