"سيعود الإسلام غريبا كما بدأ ولكنه سينتصر" ‏لم يظهر الإسلام في الجزيرة العربية وينتصر بسبب تقبل الغالبية له. لقد حورب الإسلام في مهده، حيث تولت قريش وهي رأس العرب الصد عنه ومحاولة وأده كما كانوا يأدون بناتهم. وحين تمكن النبي صلى الله عليه وسلم من إقامة الدولة في المدينة، لم يحصل ذلك نتيجة إجماع أهلها على دعوته، بل واجهت دولته منافقين ويهو.د جعلوا رأس همهم القضاء على الإسلام من الداخل. ‏ولدت دولته وسط بحر من الأعداء في الداخل والخارج وبعد 29 غزوة وعشرات السرايا والعمل على تركيز الإسلام، وبعد فتح مكة ظلت جزيرة العرب مترددة في تقبل الإسلام. وبمجرد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أعلنوا ردتهم وتمردوا على المدينة، ولم يحسم الإسلام المعركة ويفرض سيطرته إلا بحزم أبي بكر وسيف خالد رضي الله عنهما. ‏نستفيد من ذلك: لا تتوقعوا أن تفرش طريق الدعوة اليوم بالورود. فهذا خلاف سنة كل الدعوات ولا تستبعدوا إقامة الخلافة وعودة حكم الإسلام بسبب كثرة النفاق والخبث والعقبات والتحديات. فالإسلام لا يستجدي قبوله ولا يتوسل الظالمين فتح الأبواب له، بل يحطم الأبواب ويفرض الواقع الذي يريد. "هُوَ ٱلَّذِىٓ أَرْسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ" منذر عبدالله