لا يتذكر أنه أكمل شيئاً إلى النهاية المقالات التي حاول سردها، والأفلام الممسوخة التي حاول صناعتها وبضع روايات مبتورة ماتت في المسوّدات، وديوان القصائد الملغاة ومشاعر الحب التي انتهت مستقرّة في قمامة الذكريات حتى عمره أيضًا؛ لم يكمله إلى النهاية فقد شاخ قبل أن يكبر
كل شيء يصلح للقصيدة لهاثك عواؤك أكاذيبك النساء اللاتي يمررن أصابعهن بالقرب من نهر انتصابك الرجال الذين يشحذون السكاكين الأمهات اللاتي قذفنك في نهر التيه الفرعون الذي إلتقطك الله الذي راودك عن بكارة قلبك ليحظى بك كل شيء يصلح للقصيدة تضليل جسدك لك رغباتك المجنونة التي تحرج الجميع وتقتلك بقايا قهوتك شراشف المني التي تفوح بشهيقك الذي يتقلص الثقب الذي تحدثه صرخاتك آخر الليل الخيبات التي يتولى الجميع إدارتها بحذق كل ما لا يهتم به أحد أو يتركونه على الطاولات كل شيء تافه يصلح لعمل عظيم لا تستخف بشيء ولا تطفئ الكاميرات كل الصفعات والقبل الوعود والخيانات جسدك المطرز بألف يد فمك الموعود بالحلمات والخرس الاغنية التي تقول عكس كل ما يظنه الأخرون وتخفيه كل ما يمكن أن يرمونه دون اكتراث كل ما لا يقفون عنده أو يأخذونه على محمل الجد كل ما تخدعهم به ويصفقون
أول شيء تأخذه حبيبتك عند رحيلها الشريطة البيضاء المربوطة في قلبك مثل صك الملكية تحزم حقائبها المنسية في قبوك بعدما تزيل غبار الثقة عنها تنتزع صوتها من أذنيك مثل من يسحب دودة شريطية وتُخرج كل القصائد المعنونة باسمها من الفرن، لتهديها لشعراء جدد يأكلون الشعر المجاني
تقتلع بإظفرها وجهًا ملصقًا في خيالك كصور عارضات الأزياء في غرفة مراهق وجهًا أجمل منها، ادّعى أنه ملامحها
ثم ترحل بعدما جردتك من كل الألوان لتقتات كالماضي على الأبيض والأسود فقط
واليوم.. أستطيع الحديث عن كلَّ مامضى! وكأنّه شيء لا يخصُني أبدًا! تخطيتْ؟ ربّما.. ليس تمامًا، لكنني على الأقل لم أعُد أهرب من ذكرياتي! دعني أخبرك سرًا.. نحن لاننسى ياصديقي! تلك الحكايات لن ترحل مع الريح.. ستظلُّ هنا، في هذا القلب! ستتراكم وتتراكم.. ستؤلمه لليالٍ طويلة، لكنّه في لحظة ما.. سيجعل منها محطة للعبور لا أكثر! وعندها سيتلاشى ذلك الحنين المؤذي، سنتوقف عن البكاء.. ثم نبتسم ببرود! كما لو أننا نُلَوَّحُ لمسافر.. صدّقني، هكذا سينتهي الأمر.
احترم العاهرات وأحب الصدق الجلي على ملامحهن يبدين لي أنهن شفافات للغاية في التصريح عن رغباتهن، قد لا يقتضي الأمر أكثر من طلب دون الحاجة لأحجية وايحاءات للخوض في علاقة ما، أشعر لوهلة أنهن يحترمن قداسة القلوب حين لا يقحمنها في شعور زائف، كأن يقتصر وجودهن على الشعور اللحظي للرغبة وما أن ينتهين يرحلن دون أن يتركن أثر لخيبة يقتات عليها الندم.!