لن يعرفني أحد ، كما تعرفينني .. عيناك اللتان كنا ننام فيهما معاً .. كانتا تصنعان لأحلامي حظاً لا تستطيعه كل ليالي العالم .. عيناك اللتان فيهما كنت أتجوّل تمنحان إشارات الطرق ، إتجاهات أبعد من الأرض وفي عينيك اللتان تفضحان وحدتنا اللامتناهية ، لا نعود من يظنون أننا هما لن يعرفك أحد ، كما أعرفك .. !
عزيزتي راء هذا الرجل الذي أمامك ستعرفينه بشكل أدق من الأغنيات التي يستمع إليها حين يقودك في رأسه بلا وجهة واضحة إنه الليل ولا شئ مؤكد أمامه سوى رغبته في أن تستمر أغنيته ودمعته وضياعه إلى الأبد إنه رجل مفقود تآكل معظمه وما تبقى منه غير جدير بالوصول ..!
مُن عليّ بثقب واحد يا الله أستطيع أن أمرّر من خلاله الأصدقاء الذين هدموا جدار المودة بالخصام والأحبة الذين بتروا نياط القلب بالهجران..فقط ثقب واحد لأسرب من خلاله الأشخاص،والذكرى المتكدسة في الذاكرة بلا جدوى والأسى المتخلل بالندم..!
لقد منحتك الكثير من الأشياء التي لم تكن تحلم بها أي امرأة من قبل بما في ذلك قلبي ،وقلبي ليس بالشيء الهين أن أقامر به على طاولة الحب...ومع ذلك لم توافيه حقه..!
كان يمكن أن أنجو ؛ بأقل الخسارات بأحبّك باهتة مثلًا... و لكنّها أحبّكِ في نهاية المطاف تصلح لأن أربّي عصفورًا و أجلس على كرسي هزّاز في لباس يوم الأحد ، و أقرأ جريدة في الشّرفة أنا أزقزق... و هو يتابع صعود قمح غيابكِ في بورصة الشّوق