أولًا: ما هي الهمزةُ المتوسطةُ؟ هي كلُّ همزةٍ توسطتِ الكلمةَ، أي ليستْ في أولِها ولا في آخِرِها.
ولهذا التوسطِ أنواعٌ: - توسطٌ أصيلٌ: أي الهمزةُ بالأصالةِ في وسطِ الكلمةِ مثل: سأَلَ، سَئِمَ، تَفَاؤل. - توسطٌ عارضٌ: أي طرأَ على همزةٍ ابتدائيةٍ فجعلَها في الوسطِ مثل: أَؤُكْرمَ عمروٌ؟ - أو طرأَ على همزةٍ متطرفةٍ فجعلها في الوسطِ، مثل: جزءان، برئتُ من الداءِ.
وتأتي الهمزةُ المتوسطةُ على ثلاثةِ أشكالٍ:
١- على نبرةٍ، أو تُقالُ على ياءٍ، (ئ) وتكونُ في حالةِ الكسرِ. ٢- على واوٍ (ؤ)، وتكونُ في حالةِ الضمِ. ٣- على ألفٍ (أ)، وتكونُ في حالةِ الفتحِ. - مفردةٌ على السطرِ (ء)، في حالةِ السكونِ.
والسؤال كيف نكتب الهمزة المتوسطة؟ فيجبُ أن تعرفَ أولًا أنَّ أقوى الحركاتِ: هي الكسرة، ثم الضمة، ثم الفتحة، ثم السكون أضعف الحركات. وتكتب الهمزة على حركتِهِا والحرفِ الذي قبلها، فنأخذُ بالحركةِ الأقوى، وتُرسمُ على الشكلِ الذي يُناسِبُها.
إليكَ الأمثلة: كلمةُ (سَئِم): الهمزةُ نفسُها مكسورةٌ أمّا الحرفُ الذي يسبِقُها فمفتوح، ولمَّا كانت الكسرةُ أقوى من الفتحةِ؛ رُسِمَتِ الهمزةُ على صورةِ الحركةِ الأقوى (الكسرة): همزةٌ على نبرةٍ.
(لاجِئُون): الحرفُ السابقُ للهمزةِ مكسورٌ والهمزةُ مضمومةٌ؛ والكسرةُ أقوى من الضمةِ فرُسِمَتْ على نبرةٍ.
(فائِز): الحرفُ المهموزُ مكسورٌ والسابقُ له ساكنٌ، والكسرةُ أقوى من السكونِ فرُسِمَتِ الهمزةُ على نبرةٍ.
(مُؤْمن): الحرفُ المهموزُ ساكنٌ والحرفُ السابقُ له مضمومٌ فرُسِمَت الهمزةُ على واوٍ.
(منْأى): النونُ ساكنةٌ والهمزةُ مفتوحةٌ، فكُتِبَتْ على ألفٍ، لأن الفتحةَ أقوى من السكونِ.
ملاحظةٌ مهمةٌ: لكلِ قاعدةٍ شواذٌ، فتجدُ بعضَ الكلماتِ لا تتبعُ همزتُها قاعدةَ القوةِ والضعفِ هذه، ويكونُ هذا في الحالاتِ الآتيةِ: --ألفٌ ساكنةٌ + همزةٌ مفتوحةٌ = رسمُ الهمزةِ على السطرِ. مثال: عباءة، وقراءة. ولو اتَّبَعْنا القاعدةَ لكانتا عباأةً وقراأةً.. (لكراهةِ توالي ألفين)، ونحوَ ذلك: دناءة وإساءة وتفَاءلَ (الفعلُ الماضي لا المصدر).
--واوٌ ساكنةٌ + همزةٌ مفتوحةٌ = رسمُ الهمزةِ على السطرِ. مثال: مروءة ونبوءة. ولو اتَّبَعْنا القاعدةَ لكُتِبَتْ: مروأة ونبوأة.
ظاهرةُ توالي الأمثالِ العربيةِ: تكرهُ العربيةُ توالي الأمثالِ، وهو تكرارُ الحرفِ نفسِه ثلاثُ مراتٍ متتاليةٍ في كلمةٍ، فمثلًا: كلمة (ليمون)، إذا عرَّفناها بـ(ال) تصبحُ (الليمون)، وإذا أدخلنا عليها لامَ الجرِ تصيرُ (للليمون)! وهذا غيرُ جائزٍ في اللغةِ العربيةِ لتوالي اللامِ ثلاثِ مراتٍ متتاليةٍ، والصحيحُ أن نكتِبَها: لليمون (بحذفِ إحدى اللاماتِ).
وينطبقُ أمر توالي الأمثال مع الهمزةِ المتوسطةِ. ومن أمثلةِ ذلك: (موءُودة): ولو طبقنا القاعدةَ لكانت (موؤودة)، ولكن حُذِفَتْ واحدةٌ من الواواتِ الثلاثِ وكُتِبتْ على السطرِ؛ منعًا لتوالي الأمثالِ.
(تبوّءك): هنا واوٌ مشددةٌ مضمومةٌ (التشديدُ = حرفان) والهمزةُ مفتوحةٌ، فحقُها أن تُكتبَ على واوٍ؛ طبقًا للقاعدةِ ولكن رُسِمتْ على السطرِ بدلًا عن الواوِ لمنعِ توالي الأمثالِ.