وبالرغم من هذا الضلال والفساد والإجرام الواضح المتواتر= كانت عمائم السوء تلتمس العذر لبشار الأسد، وتنافحُ عنه بلغة المصالح والمفاسد، وتسوّدُ صحائفها بتأصيلات شرعية لقتل ما تبقى من الفِطَر السوية التي تستقبح الظلم والفجور، ثم تراهم بعد هروبه وزوال سلطانه قد غيّروا مقالَتهم، وانقلبت تأصيلاتهم.
لذلك، فاعلم أن بعض الفتاوى والتأصيلات قد تتغير وتتبدل مع تغيّر موازين القوى.
لا أقول لك ذلك لتنشغل بتنزيل الأحكام على آحاد الناس، فرب معذور مضطر ينجو، ومستكثر من الحط على الناس يهلك.
ولكن نصيحتي لنفسي ولغيري: استمسك بمُحكمات الوحي، وتضرع لطلب الهداية والثبات من مولاك، وأصلح قدر طاقتك، ولا تتبع سبيل المفسدين، ولا تكونن ظهيرا للمجرمين، واحذر من التلوّن في دين الله، ولا تشتر بآياته ثمنا قليلا، فما عند الناس ينفد وما عند الله باق.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.