(ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها) ؛ لأنه المتكفل لكل متوكل بما يحتاجه ويرومه جل أو قل (حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع) ؛ لأن طلب أحقر الأشياء من أعظم العظماء أبلغ من طلب الشيء العظيم منه.
ومن ثَمَّ عبَّر بقوله" ليسأل"، وكرره؛ ليدل على أنه لا مانع ثَمَّ ولا رادَّ لسائل.
ولأن في السؤال من تمام ملكه وإظهار رحمته وإحسانه وجوده وكرمه وإعطائه المسؤول ما هو من لوازم أسمائه وصفاته واقتضائها لآثارها ومتعلقاتها، فلا يجوز تعطيلها عن آثارها وأحكامها؛ فالحق سبحانه وتعالى جواد له الجود كله ، يحب أن يُسأل ويطلب أن يُرغب إليه؛ فخلق من يسأله وألهمه سؤاله، وخلق ما يسأله ؛ فهو خالق السائل وسؤاله ومسؤوله.
[المناوي، فيض القدير، ٣٥٣/٥]