View in Telegram
السّلام عليكَ يا صاحبي، ‏ أعرفُ أنَّ كل كلام المواساة ليس بإمكانه أن يسدَّ ثقباً واحداً في القلب، ‏ فكيفَ بقلبكَ المليء بالثقوب كأنه غربالٍ؟! ‏من كلِّ ثقبٍ تسلّل حبيب ومضى! ‏أنتَ المحكوم بفقد أحبابك، ‏جرِّبْ إذا أحببتَ أحداً في المرة القادمة أن لا تُحبَّه، لعلَّه يبقى! ‏ ‏ثمة مواقف تُصبحُ فيها كل كلمات العزاء باردة، ‏وكل كلمات المواساة جوفاء! ‏عندما ماتتْ خديجة بنت خويلد ضاقتْ الدنيا بالنَّبيِّ ﷺ، ‏ولأنَّ الله يعلمُ أي وجعٍ في أن يفقدَ رجلٌ حبيبته، ‏كانت حادثة الإسراء والمعراج، ‏أخذه ربه إلى السماء ليعزّيه بها، ‏أحياناً لا تصلحُ الأرض كلها لتكون عزاءً! ‏ ‏يا صاحبي، كان النبيُّ ﷺ يُعزِّي أصحابه بالجنة! ‏تذكّر حين رأى الصحابة ثياباً من حرير فأُعجبوا بها، ‏ فقال لهم ﷺ: لَمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها! ‏وقُطعت ذراعا جعفرٍ في مُؤتة، ‏ فقال ﷺ: لقد أبدله الله بهما جناحين يطير بهما في الجنَّة! ‏وإذا فقد أحد ابناً صغيراً له، عزَّاه ﷺ، ‏ وأخبره أنه في الجنة في كفالة إبراهيم عليه السّلام وسارة! ‏ ‏فلتكُنْ الجنة عزاؤكَ يا صاحبي، ‏فالجنة هي الفوز الذي يجعل كل الخسارات السابقة تافهة، ‏والنار هي الخسارة التي تجعل كل الانتصارات السابقة تافهة! ‏فإن خسرتَ في الدنيا معركتكَ، ‏ فشمِّر ففي الجنة عزاءٌ يُرمّم شرخاً في قلبك! ‏ ‏في الجنَّة، ‏ لا أحبة يرحلون، ‏أحبابكَ معكَ ولكَ وعندكَ، ‏لستَ مضطراً لتقاتل بكل خلية فيك لتكسب معركة الحفاظ عليهم! ‏ ‏في الجنة، ‏ لا يأتي أحدهم إلى حياتك، ‏ ومن فرط حبك له تشعرُ كأنه قد نفثَ فيك الروح، ‏ ثم إذا ما أحببت، وغازلتَ، وهِمتَ، وجُننتَ، ‏جاءك مودعاً، وترككَ جثةً هامدة لا تصلح لغيره! ‏ ‏في الجنة، ‏ لن تغارَ، ولن تبكي، ‏ولن تضربَ رأسكَ بالجدار من فرط عجزك عن الوصول لشيء أردته بكل ما فيك، ‏ كل ما تهواه فهو لك! ‏ ‏في الجنة، ‏ لا قوانين تردع، ولا ضمير يُحاسب، لا ممنوعات، ولا عراقيل، ‏ على سجيتك ستكون، ‏كل ما تريد أن تفعله تُباشر به دون تفكير، ‏تماماً كما الطفل الذي بدأ يحبو في الدنيا لا يعبأ بأحد! ‏ ‏في الجنة، ‏ لا وجع، ولا سهر، ‏لا نار تشبُّ في صدركَ، ولا برد ينخر في عظمك، ‏سليماً معافىً لا يمسك سوء! ‏ ‏في الجنة، ‏ لا يوجد عيون محمرة من كثرة البكاء، ‏ ولا أجفانٌ متهدلة من كثرة السهر، ‏ لا تجاعيد، ولا شيب، ‏ لا انحناء في الظهر، ولا وهن في العظم، ‏ تخيَّل مقدار الراحة هناك، فتعزَّ يا صاحبي! ‏ ‏في الجنة، ‏ لقاء أحبةٍ ماتوا وتركوكَ، ‏ وجمعاً بآخرين أحببتهم فبخلت بهم الدنيا عليكَ، ‏ في الجنة لهم فيها ما تشتهي أنفسهم! ‏ ‏في الجنة، ‏رفقة حلوة: الأنبياء والصديقون، وأبو بكر وعمر، ‏ وآسيا بنت مزاحم ومريم بنت عمران، ‏ كل هؤلاء الذين كنا نتعزى بهم سنلتقيهم بإذن الله هناك! ‏ ‏في الجنة، ‏ نظر إلى وجه الله الكريم، ‏تخيَّل المشهد يا صاحبي، ‏مجرد أن تتخيله يهون عندكَ بعض الذي تجد! ‏فاللهمَّ جنتكَ ‏ ‏والسّلام لقلبكَ
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Find friends or serious relationships easily