فها أنا ، بعد سباتي الأبكم صحوت صحوة الأطرش . لا أسمع ولا باستطاعتي التكلم . عدى خريفي فقد تساقطت أوراقي وما آن للربيع أن يحل . باتت أغصاني الرقيقة في لقاء حار مع الشمس حتى يبست وبانت تجاعيدها . يوما بعد يوم وقرنا بعد قرن ، لاوجود لأي تفاصيل اخرى عداها . أغدو في عتمتي لست وحيدا لكن نسخي المتهالكة تئن وتدفعني كي أجد النور فلا ألمح له طرفا أو نورا . بات كل شيء صعبا حتى الكتابة ، ماكنت اخطه في اربع صفحات تقلص الى اربع سطور ، أترحلين أيتها الكتابة؟ كنت دائما حاضرة كالشهر والسنة ، مذ نعومة شبابي وأنا أحنو لحضنك الوهمي فأرتاح وأتهالك كأني عديت مئتين كيلومترا . لكن لا بأس ، كما قرأت في رواية أجنبية لبطلة علت أيامها بالحلكة ، لكنها دائما تقول: فقط تابع السباحة . كل الأيام الثقيلة ستمضي وكل اللحظات السعيدة ستخلد ، ولا أدري بأي زاوية قد أكون .
نوسة _