الصادق "صلواتُ الله عليه":
(لا يَنْجَو إلَّا مَن أخذَ اللهُ مِيثاقَهُ و كَتَبَ الإِيمانَ في قَلْبِه و أيَّدهُ بِرُوحٍ مِنه)
يعني لا يَنْجُو - مِن هذا هذا التكفُّؤ و التقلّب - إلَّا مَنْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَه، و كَتَبَ الإِيمانَ في قَلْبِه و أيَّدهُ بِرُوحٍ مِنه.. هَؤلاء فقط يكون أمرُ أهل البيت أبينُ مِن الشمس عندهم.. و ليس قادَةُ هذهِ الرايات و لا أتباعهم.
لو كانَ أمرُ أهل البيت أبيَن من الشمس للشيعة جميعاً.. فلماذا إذن هذا العدد مِن الرايات المُشتبهة التي لا يُدرى أيٌّ من أيّ؟!
علماً أنّ المُراد مِن (المِثياق) في ثقافة الكتاب و العترة هو "عهدُ الإمامة و الولاية".. و بعبارةٍ أدق: المِيثاق هو ولايتنا لإمام زماننا "صلواتُ الله عليه".
❖ و قد يُطرح سُؤالٌ هُنا:
و هو أنّهُ هل يستطيعُ الإنسان أنْ يتلمَّس هذا المعنى: "أنّه مِن الذين أَخَذ مِثياقهم، و كَتَبَ الإِيمانَ في قُلوبهم"؟
الجواب: نعم.. لأنّ معنى المِثياق هُو شيءٌ مَوثوق، يعني مَربوط.. فالوثاق هو الرباط.
فإذا كان الإنسانُ يَرى أنَّ قلبَهُ مَربوطاً بإمام زمانهِ فهذه علامةٌ على أنَّهُ قَد أُخِذَ مِيثَاقُه.. أمَّا هَذا الَّذي لا يَجِدُ رِباطاً (حَقيقيّاً) في قَلبهِ و في باطنهِ يَربطُهُ بإمام زمانه، فلا ينطبقُ عليه هذا الوصف أنّه (لا يَنجُو إلَّا مَن أخذَ اللهُ مِيثاقَه و كَتَبَ الإِيمانَ في قلبِه و أيَّدهُ بِرُوحٍ مِنه)
معنى "أيّدهُ بروحٍ منه" يعني: هُناك رِعاية و عناية خاصّة تأتي لهُ من إمام زماننا "صلواتُ الله و سلامه عليه".
• علماً أنّ هؤلاء الناجين مِن أجواء هذه الفِتن هُم قِلّة قليلة مِن الشيعة.. و يُشير إلى هذا المَعنى حديثُ سيّد الأوصياء "صلواتُ الله عليه" الذي يقول فيه:
(اعلموا عِلْماً يَقيناً أنَّ الذي يستقبلُ قائمُنا مِن أمر جاهليَّتكم - ليس بدونِ ما استقبلَ الرسول مِن أمْر جاهليّتكم- و ذلكَ أنَّ الأُمَّة كُلّها يومئذٍ جاهليّة إلّا من رحم الله)
هذا التعبير (إلّا مَن رَحِمَ الله) يُشير إلى هَؤلاءِ القِلّة القَليلة الناجيّة الذين أخذَ اللهُ مِيثاقَهُم و كَتَبَ الإِيمانَ في قُلوبهم و أيَّدهُم برعايةٍ و عنايةٍ خاصّة مِن إمام زمانهم.
❖ و قد يُطرح سُؤالٌ آخر هُنا:
ما هي هذهِ الجاهليّة التي يتحدّث عنها سيّد الأوصياء.. بحيث أنّ الأمّة كلّها تكون عند ظهور الإمام غارقة في هذهِ الجاهليّة؟!
الجواب:
الجاهليّة التي يقصدُها الإمام هي جهلُ الأُمّةِ بمعارف الكتاب و العِترة، و الذي يُوقعها في جاهليّة جهلاء عمياءبمعرفة إمام زمانها.
فإنّ معرفةَ إمام زماننا تُؤخَذ مِن معارف الكتاب و العِترة.. فإذا كان الشيعةُ يجهلون بمَعارف الكتاب و العِترة، فإنّه قطعاً لا يعرفون إمام زمانهم.. و هذه هي الجاهليّة الجهلاء.. و إليها يُشير إمامنا
#صادق_الآل "صلواتُ الله عليه" حِين يقول:
(مَن باتَ ليلةً لا يَعْرفُ فيها إمامَ زَمانهِ ماتَ مِيتةً جاهليّة)!
:
:
#الثقافة_الزهرائية#يا_صاحب_الزمان