#في_بيتنا_مسك 2
كانت مشاعري مختلطة ما بين الشوق واللهفة لرؤياها، وما بين الخوف والرهبة والإحساس أني أم لأول مرة، فالفارق بين فتاتي وأصغر أبنائي يزيد عن ٩ سنوات.
فبدأت بالبحث والسؤال ورؤية ما تيسر وقتي لمشاهدته باليوتيوب حتى أتذكر كل ما نسيت عن رعاية الرضيع
حتى رأيت مقطع بعنوان
لغات الرضيع الخمسة
لفت العنوان انتباهي وذهبت لأسمع ما فيه وسبحانك ربي ما أعظمك
اكتشفت المدربة دانتسان من خلال متابعة أولادها وأولاد أصدقاؤها أن هناك خمسة أصوات يستخدمها الطفل الرضيع كوسيلة للتواصل في الثلاثة أشهر الأولى
كل صوت له دلالة معينة واحتياج ويصاحبها لغة جسد خاصة
نيه = تعني أنا جائع
آآو = أريد أن أنام
هيه = هناك شيء غير مريح ويزعجني
إِير = توجد غازات في بطني
إِه = أرغب بالتجشؤ
تلك الأصوات هي لغة تواصل الرضيع مع من حوله، يبدأها الرضيع بصوت هاديء ومنخفض
وإذا ما تأخرت عليه الأم أو لم تفهم لغته، هنا يبدأ صوت الرضيع يعلو رويدا رويدا معلنا حاجته لأمه حتى يتحول إلى صراخ.
ودور الأم أن تكون دائما منتبهه لتلك الأصوات حتى يعتاد الرضيع على الحوار الهادئ ولا يعتاد الصراخ منذ صغره.
كانت تلك المعلومة مثيرة جدا بالنسبة لي، وبحثت عنها كثيرا حتى وجدت كورس تدريبي أونلاين لأتدرب على التفريق بين تلك الأصوات.
وأكثر ما أذهلني فيها، هو أن كل الأطفال الرضع مهما كانت لغة الأهل، ومهما كانت جنسيتهم، ومهما كانت خلفيتهم العرقية،
فكل حديثي الولادة دون استثناء يستخدمون نفس الأصوات الخمسة.
وهنا تذكرت مجددا: (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ ، هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ ؟) [البخاري]
وفطرتهم هنا كانت في لغة تواصلهم الموحدة،
ثم مع مرور الثلاثة أشهر الأولى وتعرف الرضيع على المجتمع الجديد من حوله خاصة لغة والديه وعاداتهم التي يراها، يبدأ بتكوين لغته الخاصة على حسب لغة المحيطين به وهنا يتجلى معنى (فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) فالأبوين وبكل ما فيهم من ثقافة وكلمات ولغة جسد وغيرها، هم قدوة الطفل وسبب تحوله من فطرته، إلى ما يعيشونه.
وأشهد أن معرفتي بتلك الأصوات كان سببا في أن يكون البيت هادئا أغلب الوقت بفضل الله أولا ثم تلك المدربة اللهم لك الحمد والشكر، فلم تكن فتاتي تصرخ وقتها إلا فيما ندر.
ومن هنا بدأت رحلة جديدة في توطيد تواصلنا معها، واجتهادها هي في تكوين لغة جديدة تستمر هي بالتواصل بها معنا.
ولم يكن هذا حالها وحدها، بل هو حال كل طفل صغير وجد سهولة التواصل مع من حوله مما شجع الرضيع على تعلم المزيد من لغة التواصل.
وللحديث بقية
💞 نسَيْنا أو تَنَاسَيْنا، سَتَزهَرُ هَا هُنَا بِذْرَةُ الإيمَان
💞
🔥 تعليقات القناة للنساء فقط، وأي تعليق آخر سيتم حذفه وحظر صاحبه فورا
🔥