View in Telegram
Forwarded from تِشرين. (أمَاني البُريهي.)
مازلت أتذكر أكتوبر العام الماضي، وأنا أتخطى المشاهد لفرط هشاشتي، أتعثر بأحدهم فيسود العالم في عينيّ، تتسلل الرهبة في كل خلاياي، فأتمنى لو ينتهي العالم، نموت دفعةً واحدة، لا مزيد من الوداعات المُرة، لا مزيد من الموت المطلخ بالدماء، قلبٌ مثلي لا مكان له في هذهِ الأرض، تقتله الحياة بصدماتها عوضًا من أن يصبح قاسيًا، يصبح أكثر حساسية، يشمئز من الأذى، كل مؤذٍ في نظري هو مشروع مصغر لإسرائيل، دون قلب! مازلت أتحاشى المناظر، ومازالت المناظر تدور في مخيلتي، تصيبني بالجنون تارةً كيف يمكن للمرء أن يصبح قلبه وحشي هكذا، كيف يتلذذ بدماء الأبرياء، أتنبض قلوبهم مثلنا؟ أيُّ مرض يصيبهم ليفقدهم السيطرة، أيُّ لعنة جعلتهم بهذهِ البشاعة، وأيُّ قلب هو من يتجاوز هذا؟ كيف يحيا المرء يومه دون أن ينهار، كيف تعمل عقولهم، مازلتُ اشمئز من كل من يؤذي المرء بخاطره وروحه، فكيف بمن يبترها دون رحمة! تتردد الأصوات في داخلي، فأتساءل ماذا لو كنت مكانهم، ماذا لو من رحلوا هناك جزء مني؟ تلك الاسئلة تشعرني بالأنانية، نحنُ فقط ننهار حين يصيبنا الأذى، لا حين يصيب الاخرين، نمر على أحزانهم تؤلمنا قليلًا ثم نعود لنغرق في يومنا، على الرغمِ من أحداثه المتكررة، ننسى نتناسى، لأنها ليست أرواحنا، ليست دمائنا، يشمئز المرء من فرطِ أنانيتهِ كيف يتخطى هذا ويغرق في أحزانه التافهة؟ أيُّ حزن أعظم من هذا؟ أن تصبح غريب في أرضك، وحيد بين أشلاء عائلتك، أن تبتلع الأرض كل ما حولك، ثم تعجز عن فعل شيء، عاجز أنت لا تملك سوى صوتك المبحوح، وقلبك المكلوم، وكومة أشلاء لأحلامٍ وضحكاتٍ كثيرة، تخيل أنها تُعنيك، إن الخيال مرهق فكيف بمن يعيشه، أخجل من كوني هشة أتحاشى رؤيتهم هكذا بينما هم يعيشون المشهد عن قرب، يودعون الحياة كل ثانية، يعيشون الوحدة والخوف كل يوم، إن العالم مقرف حد الغثيان، أرخص ما فيه روح الإنسان وخاطره..نجا من مات، ومات من نجا.
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Find friends or serious relationships easily