"هبات مبارك ...
فتاة لا أظنها تجاوزت العشرين من عمرها أو تزيد قليلاً
قضت عمرها الصغير في مرضاة ربها
بين حلقات القرآن و أهل القرآن ومجالس الذكر
فحفظت القرآن عن ظهر قلب ...
فطلبت من ربها مزيد فضل، فزادها وتفضل عليها
فشرعت في تحفيظ وتعليم بنات حيّها اللواتي بقربها و الأطفال
فجمعت الخيرين، خيرية التعلم و خيرية التعليم
وكانت شديدة العناية و الاهتمام بدارساتها وتوليهن عناية كبيرة....
لدرجة أن إذا تغيبت إحداهن عن الحلقة لمرض، تعودها هبات في منزلها وتقرأ عليها الورد؛ لئلا تتخلف عن صويحباتها في الحفظ!
أخبرتني إحدى دارساتها: أن "هبات" غاية في التستر و العفاف، كانت دائماً تخرج علينا بجلبابها الطويل و نقابها وقفازاتها، تستيقظ مبكراً لصلاة الفجر و توقظ أخواتها ليصلوا سوياً.
و أخبرتني أيضا أن "هبات" لا تحضر مجالس اللهو و (جلسات القهوات النسائية) لكثرة اللغط واللغو الذي يكون عادة في تلك المجالس.
و أنها لا تخرج كثيراً من البيت، وجلّ خروجاتها لمركز التحفيظ.
وأخبرتني أنها كانت دائمة الذكر و التسبيح، جامعة لمكارم الأخلاق و حميد الخصال، بشوشة، جابرة للخواطر، ساعية في حوائج الناس
كانت مثالا للفتاة الصالحة الخفية التقية
لكن ...
ومع اقتحام المليشيا لمدينة #الهلالية ( حيث مسكنها) والتنكيل بأهلها، تجرعت "هبات" و أسرتها البلاء بأنواعه 💔
جوع و مرض و تعذيب و تنكيل و تخويف
إلى أن توفيت في بداية هذا الشهر
توفيت هي و أمها و أختها 💔
مضت ذات العشرين عاماً إلى ربها تحمل في صدرها 30 جزءا، و قلباً لم يبتغي في هذه الدنيا إلا مرضاة ربه -نحسبها-
قد أعذرت إلى ربها، وسعت في رفع الجهل عن نفسها وعن غيرها.....
حفظت قلبها وجسدها وروحها عن ما يغضب ربها و خالقها
أعدت نفسها ليوم اللقاء ويوم الرحيل
و علمت أنه ولا بد قادم لا محالة
فطلقت الدنيا ثلاثاً واختارت الرفيق الأعلى .
ألا رحم الله هبات و والدتها و أختها
ورفع درجاتهم، و أبدلها داراً خيراً من دارها.
نقلا من إحدى الأخوات"
#الهلالية
#صوت_السودان
#السودان_خارج_التغطية_الاعلامية
#السودان_خارج_التغطية
#الدعم_السريع_مليشيا_ارهابية