هناك مسافات لا تُقاس بالكيلومترات، بل بالخذلان الذي يتركه الغياب في القلب.
أنا لا أعد الساعات، فهي لا تمر، ولا أنظر إلى النوافذ، فهي لا تحمل وجهك.
أعيش بين لحظة فقدك ولحظة أملٍ في عودتك، كأن الزمن انقسم إلى شقين: أحدهما أنا، والآخر أنت.
أتعلم؟
الغياب ليس انطفاءً، بل هو اشتعالٌ بطيء، يحرق أطراف الروح دون أن يُطفئ الشوق.
كلما أغمضت عيني، رأيتك أقرب مما تظن، لكن يدي تظل معلقة في الهواء، تبحث عنك ولا تجد إلا الفراغ.
أكتب إليك لأن الكلمات لا تخونني كما فعلت المسافات.
أكتب لأن البكاء وحده لا يكفي، ولأن الحنين صاخبٌ جدًا ليُحبس في الصمت.
أعود إلى ذكراك كما يعود الغريب إلى وطنٍ لا يعرفه،
وأتوه في ملامحك التي لا تفارقني، وكأنك وعدٌ لم يُكمل رحلته إلى قلبي.
وحين يسألني الغياب عنك، أجيب:
"هو هناك... بين الحلم والحقيقة،
هو غائبٌ لا يُنسى،
وقريبٌ لا يُمسك."💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙