وجدت اسم مناسب جدًا لبرنامج طلّاب الجامعات القادم، أنهيت كل التفاصيل وتبقّى الاسم فقط، ثمّ وجدته الحمد لله، سهرت لأجله، ومن يتابعني يعلم مدىٰ اهتمامي باختيار أسماء البرامج والدّورات بعناية بالغة وبحث عميق أحيانًا، حتى يوافق الفكرة والغاية والهدف!
المهم الحرف الأول من البرنامج [ن] بدون ألف لام التعريف.
ألا ترىٰ في فتح الشّام وانتصار غزّة، نموذجًا أمامك تتعلّم منه، وتأخذ دروسًا حقيقيّةً كنت تقرؤها يومًا في صفحات كتاب؟! دروسًا في الإيمان والصّبر والثّبات حتّى آخرَ نَفَس، دروسًا في التّدريب والتّخطيط والعمل! كما رأينا نماذجًا بشريّةً حقيقيّة تعيش بيننا، تُثبّت النّظر علىٰ الغاية وتَسيرُ لها مهما كلّف الثَّمَن! وكُلّ طريقٍ عظيم لا بُدّ أن يُرافقه الثَّمَن، كانَ النَّصرُ في ظَنّ البَعض مستحيلًا، حتّىٰ أرانا الله دليلًا، وفُتِحَت لنا مساحة الاقتباس.
غدًا يستيقظ أهل غزّة علىٰ غُرّة حياةٍ جديدة، تنتظر خُطاهم العظيمة؛ بعد صبرٍ وجرحٍ وألم! كيف لقلب المنتظر أن ينام! اللهُمّ كن لهم، ومعهم، واحفظهم بعينك التي لا تنام ..
كلمة بقلبي، لا طاقة لي الآن أسجّلها صوتيًّا، فكتبتها، خذوها بهمّة واهتمام 👇🏻
يا شباب، يا مَن نُحِبّ، يا من نحرص على خطاكم، يا من تعمَلون لأُمّتكم، يا مَن تُنجزون وتغرسون! إيّاكم أن تُضيعوا حقّ أهاليكم، إيّاكم وأن تكون العلاقات في الدّاخل مفكّكة بسببكم، ولا يحاول الواحد منكم تقريبها، إيّاكم أن لا تكونوا رحماء، عُقَلاء، بارّين! إيّاك ألّا تكون سكنًا آمِنًا لأُختك، وحضنًا دافئًا لأُمّك وابنًا صديقًا لأبيك!
إيّاكم أن تكون بيوتكم علاقةً عابرة، وصورةً غابرة، انتبهوا رغم الإشكال، احرصوا رغم البُعد، احفروا ذكرياتٍ قد لا تعود! يا شباب، أنتم مسؤولون، كلّ واحدٍ منكم ضمن جدوله ومسؤوليّته = "قلب أخته"، شعورها، أفكارها، وماذا تحب؟ وضمن جدوله أبٌ وأُمّ، احتياجهم، تفاصيلهم، وماذا يحتاج الواحد منهم؟ هناك تفاصيل لا تُرىٰ إلّا بعد تأَمُّل وحرصٍ واهتمام!
احرصوا أن تكونوا وَصلًا يجمع، لا فاصلًا يقطَع! حين تعمل لأُمّتك تذكّر أن بيتك جزء منها، وأهلك مُكوّن أساسيّ بها، وتذكّر أنّ ما تغرسه خارج بيت؛ أصله في الدّاخل أوّلًا، فإيّاك أن تبني خارجًا وتهدم داخلًا، لأنّ دواخلك لن ترتاح وتستقرّ، حين تفكّر بأُمّتك، تذكّر أهلك!.
اليوم هم معك، وغدًا يرحل واحد منكم، وإن أخذتم صورةً اليوم، غدًا قد لا يكون المصوّر بينكم، ولا ذاك صاحب الابتسامة، ولا تلك الحنونة الدافئة، ولا ذاك المشاغب الصغير، ولا تلك الحريصة الغالية! ولا أنت.
أرأيت الصور التي في عقلك وأنت تقرأ؟ احرص عليها ألف مرّة، رحم الله من غاب، ورحم قلبًا أناب!..
انظر، ستجد في صدرك اشتعالًا علىٰ أمّتك، وحرارةً لتكون على ثغرٍ ودَورٍ ومشروع، ستجد نارًا؛ لا يطفئ لهيبها إلّا أن تعمل، أن تنشغل، أن ترتّب ذاتك من جديد، لن يكون فتحًا دون صدق، لن يكون نصرًا دون إعداد، لن تكون ثمارًا دون غراسٍ ثابت، خطوتك اليوم نحتاجها غدًا، وكُلّ دقيقةٍ تعمل فيها على نفسك، تنقذك! لا أطفأ الله هِمّتك.