كيف لنا أن نبقىٰ نشكو الضَّعف والعجز ونُدمن الفراغ ونحن في عُمر الغرس والبذل والبناء! كيف لنا أن نقف عن المحاولة لحظةً وفينا كُلّ هذه النِّعَم! كيف لنا كُلّ هذا اللّعب والتّيه والعَبث بوجود القرآن دليلًا وطريقًا وغايةً، كيف لنا أن لا نُدرّب أجسادنا وقلوبنا وعقولنا كُلّ يومٍ إعدادًا وإمدادًا وإيمانًا!
ربط كُلّ ما هو قادم بإعدادٍ مختلف، بتدريبٍ مكثّف لصناعة جيلٍ أكثر يقينًا، وثباتًا، وعملًا! شباب يُحبّهم الله، يعيشون له، أشَدُّ حُبًّا لدينهم، يتيه منّي النّوم في كُلّ ليلة، حتّى تكون كُلّ خطوةٍ قادمةٍ أكثر تمكينًا ووضوحًا، كُلّ برنامج وفكرة ودورة ولقاء، كلّ تسجيل ونَص ورسالة، يكون لها دور وثغر.
لن أتهاون مع نفسي، لن تُربّىٰ كما سَبَق، ولن تأخذ منّي كُلّ ما اشتَهَت! سأتأدّب.. الذي يريد أن يغرس بذرةً صادقةً عليه أن يبذُرها في صدره أوّلًا! عليه أن يعيش تفاصيلها، ويكابد معانيها، ويجتهد ضِعفًا لا ضَعفًا، أن يكون نموذجًا وقدوة! اللهُمّ وأنتَ ربّي، أسألُك أن تُعينني، وتُبصّرني، وتأخذ بيدي وقلبي لإتمام الرّسالة وإشراق الفكرة.
السّنة القادمة ستشهد برامج جديدة، تحتاج جهدًا وصدقًا وعملًا ضخمًا، ستكون بين:
🔻 البرامج السهلة التي تحتاج متابعة خفيفة وعملًا قليلًا وفائدةً عظيمة.
🔻البرامج التي تعتمد على المجموعات والتنافس والمشاريع والعمل الجماعيّ.
🔻 البرامج النّخبويّة التي تحوي اختبارات وإقصاء وتمحيص عدد وتدريب مكثّف.
🔻 البرامج المفتوحة المتاحة دون رقابةٍ ومتابعة، وإنجازًا فرديًا ذاتيًا.
* بين هذه الرُّباعيّة سنبني أفكارًا ومسارات مختلفة جدًا بإذن الله، وأرجو من الله إتمام ما أسعىٰ إليه وبناء ما أراه كلّ لحظة، وأن نكون معًا قلبًا واحدًا يُحاول مهمّا تعثّر.
🔸 سيتم تشكيل أفرقة عمل تنجز معي هذه المشاريع لإدارة المحتوى والمنصات وإنجاز التصاميم والمونتاج وكل ما يجعل المشاريع مميزة ومختلفة. فاستعدوا.
صَدِّقني، ذاتَ يومٍ ستَحصِد ثمار تعبك، والجُهد الصّادق لا يضيع! صدّقني أنّ ثمرة الغرس آتِية، تشرح صدرك، فأبشر رغم دَمعِك، أبشر رغم عثرتك، أبشر رغم ألف تفصيلٍ مؤلمٍ تجاوَزتَه، سيكون فَتحًا يَسُرُّك، فَتحًا يُنسيكَ ارتجاف ساعة ~
هناك كتاب بين يديّ اقرأ فيه للمرّة الثالثة، وأتصفّحه مرارًا بين فترةٍ وأخرىٰ لِما أجد فيه من إجاباتٍ ومُنطَلَقات، وأجد في نفسي رغبةً شديدةً في شرحه وتفصيله، مناقشةً وشرحًا وعملًا، وأن يكون بعده منطلق لكلّ من يشارك بمشروعه وفكرته، اكتبوها ملاحظة عندكم، حتّى حين أعلن عن الفكرة يومًا، تكونوا أنتم أهلها ورُوّادها، ويكون هذا الكتاب خطوتنا الأولى لما بعدها، فهل علمتم هذا الكتاب؟ وهل أنتم على استعداد؟ .. ~
أبشّركم بفضل الله أُلهمت فجر اليوم فكرة الدّورة الجديدة القادمة، عنوانها لوحده حكاية! ومضمونها مهمّ جدًا لتفعيل العمل خلال هذه الفترة والأحداث الجارية، وما فيها من مَحاور تحوي سِياقات منهجيّة ليكون لك دور وثغر ومشروع، منطلقًا من الدّين كثابِت، ومن الحياة كتَفاعُل، ومن الأحداث كرَبط بالواقع، تعتمد على عمل الأفرقة أكثر من العمل الفرديّ، وفيها مشروع تخرُّجٍ عمليّ للأُمّة يقدّمه كلّ فريقٍ ويُطبّقه على أرض الواقع خلال فترةٍ محدّدة، الدورة قريبة جدًا، فكونوا أهلًا لها ~
وانظُر لكُلّ مجتهدٍ علىٰ أنّ الله استخدمه بثغرٍ هو اختاره له، ثغرٍ يليق به؛ هو اختباره ومساره، يجتهد فيه ويخطئ، أمّا أنت فابذُل بما آتاك، لا تُطِل وقوفًا عند مشروع غيرك، ولا تنظر لما بيد النّاس، ولا تبكِ على ما فات، دورك هو ما تقف عليه الآن، اثبت به حتّى آخر أنفاسك، كأنّه الأُمّة قاطبةً وأنتَ فيه الفتىٰ المُحاول.