حريٌّ بك أن تتذكرَ دومًا أن دائرةَ الدُّنيا ستدورُ علينا كلنا بلا استثناء، فلا تسخر مثلًا ممن ضعُف عند مشاعره، أو قصَّرَ حين فتَر، لأنك حتمًا (تحتُها ألف خطّ) ستتعرضُ لنفسِ الشيءِ، وعندها ستخجلُ من نفسِكَ وتجبرُها أن تحافظَ على كبريائها المُزيَّفِ، فتخرجُ عن إنسانيَّتها وحقيقتها، فتصيرُ أنت مجرَّدَ متعجرفٍ ينسب كل عيبٍ للخلق، وكلَّ فضيلةٍ لنفسِه.
تعلَّمْ وروِّض نفسَك على أن تقبلَ عثراتها لتصلحها، أن تكون إنسانًا طبيعيًّا، مسلِمًا على مراد الله حقًّا، يلتمسُ العذرَ لأخيه، ويحزنُ على مصابِه، بل ويدعو له بالهداية والتيسير والتوفيق والسكينة، ضع نفسك مكانَهُ لا أعلاه، أما تمثيلُك (المُبطَّنُ) على نفسِك بإنك لا تزلّ، وإيهامها بنفسِ الوقت بالتواضع؛ فسيجعلك شيئًا فشيئًا مغرورًا بها، لا تراها على حقيقتها؛ فلا تُصلِحُ ولا تتقدَّم، تتصيَّدُ هفَوات الناس وتتناصحُ عليهم فترجِعُ القهقرى ويحبطُ عملك، فاحذر :))
• مقتبس |