"الفكرة التي تخجلني في تأخير الصلاة عن وقتها هو أنني لستُ أنا من حدد الموعد ،ولا أنا من اختار التوقيت الخالق هو من قدّر ذلك. الله الذي خلق هذا الكون بعظمته واتساعه وجماله وبديع إتقانه وكثرة مخلوقاته وآلائه ومعجزاته هو الذي يريدني أن أقف بين يديه، وأكلمه، وأناجيه وأنا في كثير من الأحيان أجعل هذا الموعد آخر أولوياتي حتى يكاد يفوت وقته، مُقدّماً عليه كل أمرٍ تافه الله تعالى يطلبني (وأنا ذرة في كونه العظيم) لأقف بين يديه؛وأنا منهمكٌ بسخافات الحياة وزينتها البالية! يطلبني لبضع دقائق وأنا أُعرِض وأُماطل وأُؤجّل، ثم آتيه متأخراً كعادتي أيّ تعاسةٍ أكبر من ذلك.. يدعوني سبحانه وتعالى (لاجتماعٍ مغلق) بيني وبينه، وأنا صاحب الحاجة، وهو، الغني المتفضل؛ وأنا أجعله اجتماعاً مفتوحاً لشتى أنواع الأفكار والسرحان . أحضر بجسدي ويغيب عقلي . يريدني أن أبتعد عن كل شيء لدقائق معدودات؛ لأريح بدني وعقلي، قليلاً عن ضجيج الحياة ومشاغلها، وأبث إليه لا لغيره شكواي وهمومي هو الخالق العظيم، الغني عن عبادتي ووقتي، يطلبني ليسمع صوتي وأنا الذي يماطل . ثم أجيء إمّا متثاقلاً أو على عَجَل وكأنني آتيه رغماً عني. أنا، الحاضر الغائب.. هو تعالي يريده اجتماع خاص وأنا أجعله حصةَ تسميعٍ باردة وتمارين رياضية جوفاء وعقلاً شارداً فأي بؤسٍ أكثر من هذا.." عباس العقاد💓🦋