الشخص الُمفرط الحساسية هو أصدّق شخص تلتقي به ، لن يوجد شيء لن يشاركك به في غمرة تعطّشه لمحبتك ، و مع هذا ، في اللحظة التي تجرحه فيها ، تخون ثقته ، أو تقلِّل من شأنه قد يتحول لشخص أخر.. شخص سيء ، هنا للأسف ينتهي به الأمر إلى إيلام ذاته المرهَفة لوقتٍ طويل ، لأنه يؤثِر هذا على إيلام الآخر كون هذا ببساطة عكس طبيعته و ما فطر عليه ، تراه دائمًا يسعى لتحقيق التوازن ، تعديل الموقف أو حتى محو الخطأ الذي حدث ، حياته عبارة عن لجَّة ترتفع و تهوي ، يعيش محمّلاً بتأنيبٍ مستمر و ألم قد لا يكون بالضرورة تسبّب به ، بسبب سوء الفهم و المواقف التي لم تُختَمْ ، روحهُ مُعذَّبة لأنه لا يمكنه التعايش مع الحقد ، هذا النوع من البشر يحيا بحاجة ملحّة للحُب أكثر من سواه ، لأن روحه مكدومة دوماً ، و بالرغم من هذا ، و التراجيديا التي تغلّف روحه ، يبقى أكثر الأشخاص الذين تلتقي بهم رأفة و حنانًا ، و يهرَعون لنجدة القلوب المنكسرة ، منسيون.. كملائكة بأجنحة مكسورة ، لا تحلِّق إلا عندما تُحَبْ .
مهما كانت أيامك مُزدحمة لا تنسَ نفسك، لا تنسَ أن يكون لك خلال اليوم وقت مُخصّص للدلال والحُب، احنُ علىٰ نفسك، ترفّق بها، داوِ جراحها، أعد ترتيب داخلك وأولوياتك، تأمل مُحيطك، راجع قوائمك، أدخل تجربة، شغف، أو اهتمام جديد لأيامك، المهم ألّا تنسى نفسك !