«لا تنسُوا غزَّة!
لا تنسُوا القتيل، ولا تنسُوا القاتل!
احفظُوا وجوه شهدائكم جيِّداً، واحفظُوا أيضاً وجوه القتلة!
تذَّكروا لأيِّ شيءٍ قُتلَ القتيل، ولأيِّ شيءٍ قتله القاتل!
تذكَّروا شُهداء العبور المجيد، الثُّلة الصَّادقة التي لا تُشبه عفن هذه الدُّنيا!
هؤلاء الذين تربُّوا في حلقات القرآن الكريم حين كنَّا على غفلة!
هؤلاء الذين حفروا الأرضَ بينما كنَّا نلهو!
هؤلاء الذين صنعوا سلاحهم بأيديهم حين كنَّا نستورد كلَّ شيءٍ من الإبرة حتى الصَّاروخ!
تذكَّروا نساء غزّة اللواتي تفتت أجسادهن بقذائف الغرب الذي يُحاضر فينا بحقوق المرأة!
تذكَّروا أطفال غزَّة الذين تبخَّرتْ أجسادهم بصواريخ الغرب الذين يُحاضر فينا بتغيير المناهج، كي يكون أولادنا كيوت، ولا مخالب لهم، كي يضعوا الحِبال في رقابهم ويقتادوهم إلى المعالف أو الذَّبح!
تذكَّروا العائلات التي مُحيت من السِّجلات!
كلهم أهاليكم، وأنتم أولياء الدَّم، وأصحاب الثَّار!
لا تنسُوا سوريا!
تذكَّروا كيف قُتلَ الأطفال بالكيماوي في الغوطة، فثارت حفيظة الغرب خوفاً على البيئة، اقتلوهم بالبراميل المتفجِّرة فهي أقل ضرراً بطبقة الأوزون!
تذكَّروا صيدنايا مسلخ هذا الزمان!
تذكَّروا اللحوم التي قُطعت وأصحابها أحياء!
تذَّكروا الأجساد التي أُذيبت بالأسيد!
تذَّكروا أخواتكم اللواتي اُغتصبنَ على مرأى ومسمعٍ من حضارة فاجرة لأن البديل لم يكن يومذاك مقنعاً لهم، ولأن الذي تعرفه أفضل من الذي لا تعرفه ولو كان سفَّاحاً!
نحن في عيونهم مجرَّد أرقام، مئة ألف بالناقص ليست مشكلة كبيرة!
هؤلاء الذين يبكون لقطة تُدهس في الشارع، لم يذرفوا دمعةً على أكوام جثثنا!
لا تنسوا العراق!
تذكَّروا كيف أُحرقت الفلوجة، لأنَّ النِّفط أثمن من الدَّم!
تذكَّروا سجن أبي غريب، وفظائع الفاتحين الجُدد الذين جاؤوا على صهوات الدَّبابات، يُحاضرون فينا بالديمقراطيَّة وحقوق الإنسان!»