-
لم أرَ شيئًا يأكل القلب ويغير الملامح ويبعث على الهم أكثر من القلق المستمر على كل أمر في هذه الدنيا وفرط التفكير في المستقبل.
الدنيا مخيفة ولا تثبت على حال، تتغير كل دقيقة، ونحن بشر لا نعلم المستقبل، ولا ما يخبئه لنا القدر، والقلق شعور إنساني طبيعي، لكنه يميت صاحبه في بعض الأحيان.
لذا كانت المعاني الإيمانية وأعمال القلوب صعبة، وليست مجرد كلمات لطيفة نرددها في بعض دروس ومحاضرات الرقائق فنتفكر فيها بضع لحظات ثم نمضي لحالنا.
هذه المعاني لو تغلغلت داخل قلبك فعلاً ستغيّر من حالك كليًا إلى الأفضل، ومن ضمنها اليقين، والتصديق الجازم الذي لا شك فيه بأن كل ما كتبه الله تعالى لك في اللوح المحفوظ ستناله، وفي وقت محدد لا يعلمه إلا الله مهما بذلت من جهد.
صحيح أن بعض الأقدار مؤلمة على النفس، ربما لهذا ينشأ الخوف من المستقبل ومن تكرار الألم، لكن تظل هذه مجرد استنتاجات لأنك لا تعلم الغيب، ولأنك مررت بما مررت به من قبل بلطف الله تعالى وحده، وقد تغيرتَ حتمًا وازددت نضجًا.
محاولاتك لنيل شيء معين .. ساعات تفكيرك في الغد خصوصًا ما قبل النوم مباشرة.. التساؤلات التي لا تنتهي.. إن كنت تقدر على حسمها فافعل، وإن كنت لا تملك إلا الانتظار فأنت لست مطالبًا سوى بنفض الأمر عن عقلك وتسليمه كله لله تعالى.
- لقائله.