وسط حمأة الأحداث وأفراح الفتح ومصاعب الواقع نفتقدُ الشيخ #عبدالعزيز_الطريفي، نفتقده مُرشدًا، ومعلمًا، ومُبارِكًا، ومُبشِّرًا... فلقد كان الشيخ مُحبًّا حفيًّا بالشّام وأهله، وكانَ له قبولٌ واسعٌ واجماعٌ مُطْبِق وسط المجاهدين قلّ أن يحظى به غيره، يسألونه ويستشيرونه ويهتدون بما أتاه الله من علمٍ وبصيرة، فالشيخ وقفَ وقفةً شريفةً في الجهاد الشّاميّ، وكانَ لها كما كان العلّامة ابن عثيمين -رحمه الله- للجهاد الشيشانيّ. وأمثال الشيخ أبي عمر قليلٌ من قليلٍ من قليل، فالأُمّة لم تشهد كثيرًا رجُلًا أتاهُ الله هذا القبول العريض والعلم الواسع والبروز الظاهر فاستخدمه لخدمة المسلمين والسعي في قضاياهم من غرب الأرض إلى شرقها، ولم يكن ذلك بمجرد إرسال الرسائل والتوجيهات فحسب بل بالسفر والحضور، كما فعل في فترة الربيع العربيّ؛ إذْ كان الشيخ من أوائل العلماء الذين سافروا إلى تلك البلدان بعد سقوط الطغاة فيها ليُقيم المحاضرات الدعويّة والمجالس العلميّة ساعيًا قائمًا مُشاركًا بذاته في عملية الإصلاح والإعانة. اللهم سلِّ فؤاد شيخنا، واجْبُر خاطره، وثبّته، وأقِرّ به أبصارنا وأسماعنا عاجلًا بعزٍّ تُعزُّ به عبدك وتُذِلّ به عدوك. ¬