وماذا بعد؟
لا أنت حزين لا أنت مكتئب، لكنك لست بخير! أنت من الأساس لا تحب الحزن وترفض كل أشكال الأكتئاب، لكنك هذة المرة حقًا تعاني! يوم أخر أنتهى لا يختلف كثيرًا عن الأمس وبالتأكيد لن يختلف كثيرًا عن الغد، ومع ذلك ما زلت تنتظر وشعور إنك لا تعرف ما تنتظره لكنك تنتظره يواصل النهش في قلبك بلا رحمة! الغربة لا ترحم وأشد أنواع الغربة أن تشعر بها وأنت وسط الرفاق! هي مسألة لا تتعلق بالحب او الرفض، لكنك لم تعد تشعر بالونس في وجودهم! رغبة الهروب تزداد وتدريجيًا أصبحت لا تفكر الا في الخروج من هذا النفق المظلم! في الهروب من كل شيء فقط الهروب، أين أنت؟ لا تستطيع فهم ما يدور بداخلك! الكتابات لم تعد تعجبك وكأنك فقدت القدرة على القراءة! وأغنيتك المفضلة تسمعها للمرة العاشرة دون ان يهتز قلبك لها! الوجوة متشابهة وكل الكلمات مكررة بشكل بارد! هذا فنجان القهوة الخامس لقد برد حتى أصبح كـ القهوة المثلجة! ما الذي يسرق عقلك لهذا الحد! أنت شارد بطريقة مريبة! نحو اللا شيء! اللا شيء! نومك مضطرب تستيقظ كما لو إنك تركض خلف غزال كل يوم، والخوف يأكل قلبك، كل يوم تتحلى بالشجاعة تتعثر بالذكريات والمواقف القديمة فـ تعود لغرفتك باكيًا، شعور لا يفارقك أنت أصغر من كل هذة الأضطرابات وأكبر من أن تبكي منها، مواقع التواصل الأجتماعي تنشر مواضيع مكررة معتادة، وهاتفك يعرف إنك تمسكه بلا هوية، كم الرسائل على قائمة الأنتظار تحتاج لطاقة لا تملكها، والسقف والجدران يصرخان من صمتك! ثم يأتي السؤال الذي تعجز عن إيجاد رد مناسب له " كيف حالك"؟