قال جارُ الله، في تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ} (البقرة: 94):
"{فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ} لأنّ مَن أيقنَ أنّه مِن أهل الجَنّة اشتاقَ إليها، وتمنّى سُرعةَ الوصولِ إلى النّعيم، والتّخلص مِن الدّار ذات الشّوائب؛ كما رُوِيَ عن المبشَّرِينَ بالجَنّة ما رُوِي:
كان عليٌّ، رضي الله عنه، يَطوفُ بين الصَّفَّيْنِ في غِلالة، فقال له ابنُه الحَسَن: ما هذا بزيّ المحاربِين! فقال: يا بُنَيّ، لا يُبالي أبوك عَلَى الموتِ سَقَطَ أم عليه سَقَطَ الموتُ!
وعن حُذيفةَ، رضي الله عنه، أنه كان يتمنّى الموتَ، فلمّا احتُضِرَ قال: حبيبٌ جاءَ على فاقةٍ، لا أفلحَ مَن نَدِمَ! يعني على التّمنّي.
وقال عَمّارٌ، بصِفِّينَ: الآنَ أُلاقِي الأحِبّة، محمَّدًا وحِزبَه!وكان كلُّ واحدٍ مِن العَشَرةِ يحبُّ الموتَ، ويَحِنُّ إليه!"
#تفسير