رجعنا عالبيت
بعد 69 يوم على خروجنا من بيتنا بسبب الهمجية الصهيونية
وبعد مئات الشهداء من مجاهدين ومدنيين
وبعد آلاف الغارات اللي طالت كل لبنان
وبعد عدة ايام من العمل بالبيت ليصير جاهز، رجعنا على بيتنا منتصرين مرفوع راسنا.
حسينا بكل خطوة عم ندخلها عالبيت إنه مش بس نحن اللي رجعنا، رجعنا ومعنا قصص كبيرة ومواقف ما بتنسى.
هالبيت اللي تركناه بسرعة، صار اليوم رمز للصمود والانتصار. التراب اللي كان عم يغطي الأرض قدام الباب صار أغلى من الذهب، وأثاث البيت اللي كان بالأول مجرد أغراض عادية، صار قطعة من الذاكرة، شاهد على وجعنا ودموعنا وصبرنا.
المشاعر متخبطة. نحن راجعين مرفوعي الراس، بس ما فينا ننسى الناس اللي قدمت أرواحها لحتى نرجع لهون. كل زاوية بالبيت بتحكي قصة، وكل ريحة بالغرف بتذكرنا إن الحياة أكبر من الأشياء المادية، وإن الحرية والكرامة هي اللي بتعطي للحياة معنى.
اليوم، ما عم نرجع على نفس البيت، نحن رجعنا على بيت جديد بمعنى جديد، بيت مبني على صمودنا وعزتنا. اليوم، بيتنا مش بس جدران وسقف، بيتنا هو الحكاية اللي حنرويها لأولادنا، عن صمود بلد وشعب، وعن دموع الفراق وفرحة اللقاء.