مازِلتُ عالقةً عنده، صمّامه وِجدانه الذّي أقلّه تجاه الخُلود التّي طالما حلّقَ مع النّجمِ طرْقًا لأبوابها، المشهد يراودني كلّ حين، يسرقني منّي إليه!
لله ما أجلّ ثباته لمّا قال: أنّي لها! فسكّن الحزام وسْطه، ثمّ ترجّل ساحه، ورأى الجِنان أمامه، تُرى.. هل اشتمّ نفحًا من ريحها؟ ربّما كانت ريحُ الجنّة مرسالًا خاصًّا قُبيل أن يُستشهد، ربّما كانت سرّه الصّديق السّريع، الذّي أتاه فاستلهَم من عبقه الطّريق، تُرى.. من هُناك استقبله؟ هل حقًّا راح! إن كان حقًّا فلِمَ أشعر به فِـيَّ! أم أنّ هذه كرامة يختصُّ بها الشّهيد!
لله درّه، وعلى الله أجره، كم كانَ من أخبارٍ من الدُّنيا، ثمّ آخرها أنْ: مُجاهدٌقسّاميفجّرَنفسهبالجُنود.
طِب سيّدي في الفردوسِ خالدًا حتّى نقرّ بلُقياك، نُخبرُكَ وتُخبرنا، طِب خالدًا.