ا من دات السبيل التي لايوجد فيها إلا أربعة مجاهدين كرقابة لتحركات السلطة، لأن الهدنة بعد الحرب الأولى أسفرت عن سحب المجاهدين من المواقع ومنها مواقع دات السبيل. فرأت السلطة أن دات السبيل أقرب طريق للصعود إلى القواري والجبال المطلة على قرية الرزامات ووادي نشور، فاذا تمكنوا من تجاوز دات السبيل بالدبابات فيعني أنهم سيستطيعون دهس أي مجموعة من المجاهدين لأنهم لايملكون السلاح المضاد للدروع، وبالتالي فإن وصول الدبابات إلى القواري يعني قصف الرزامات وتواجد المجاهدين وقياداتهم، وإمدادهم وتحركاتهم، وفعلا واصلوا زحفهم في أربعة عشر يوما وقد حسموا حربهم بالسيطرة على الرزامات ونشور، فأين كان شهيدنا البطل خلال هذه الحرب الظالمة والقصيرة، والخاطفة. لقد كان شهيدنا في أتم الإستعداد للمواجه، فلا يكاد ينظر إلى العساكر في الجبال المطلة على الرزامات إلا ويقنصهم بالجي ثري لأكثر من ثلاثة أيام من خلف جامع الرحمة ومركز الأنوار المحمدية،الذي يسكنه مولانا المجاهد بدر الدين، وقائد ثورتنا السيد عبد الملك الحوثي. فاستمر شهيدنا في قنص الجنود حتى حددوا مكانه، فوجهوا مدفع الدبابة على مترسه وعلى المسجد، والمركز، فاستهدفوا كل شيء هناك حتى أثخن السيد المجاهد حمود بن هادي الصيلمي بجراحات الشظايا، في الثلاث الأيام الأخيرة من الحرب الثانية التي دارت رحاها على نشور وآل شافعة وخصوصا قرية الرحيب بالرزامات والتي استمرت أربعة عشر يوما، قصفوا فيها كل شيء، فارتقى شهيدا كريما في سبيل الله، بجوار مسجد الرحمة بالرزامات حيث تمت مواراة جسده الشريف في الخرابة التي تقع شمال شرق المسجد، وبذلك فقد نال أعلى وسام عند الله، وقد تم نقل جسده الطاهر، إلى مقبرة الشهداء الكائنة شرق بيوت آل ملفي، وهي مقبرة مشهورة، مزورة، خاصة، بالشهداء، ولا زالت، تستقبل الكثير من الشهداء، العظماء، إلى يومنا هذا. وقد تم نقل شهيدنا إليها، بعد انتصار المجاهدين وعودتهم إلى اوطانهم معززين مكرمين، بعد سنوات قضوها في الجبال والشعاب مشردين ومطاردين ومحاصرين في شمال الشمال في حدود السعودية، فهنيئا أيها السيد الجليل، والشهيد العظيم، وسلام الله على روحك الطاهرة وأرواح الشهداء جميعا، ونسال الله تعالى أن لايحرمنا ذلك الوسام والشرف العظيم. ونسأل الله أن يحفظ شعبنا وشعوب المحور وقياداتنا ومجاهدينا وأن ينصر المجاهدين ويثبت أقدامهم ويسدد رميهم، وأن يعجّل بنصره للمستضعفين، في فلسطين ولبنان والعراق، وأن يهزم قوى الإستكبار، إنه القادر على ذلك، ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم. أخوكم ومحبكم / هادي حسين الرزامي. 24 ربيع الثاني 1446 27أكتوبر 2024