ها المتواصل، حسب الكميات المطلوبة، لكل بلاد، فكانت لديه همة عالية، وشعور بالمسؤلية، حتى أنه سخر وقته وجهده في ذلك المشروع. إلى أن بدأت السلطة الظالمة، عام 2004 بالتوجه العدائي لإطفاء نور الله والقضاء عليه في مهده بشن حرب على الشهيد القائد وأنصاره ومحبيه، إرضاءا لأمريكا وإسرائيل، وتنفيذا لتوجيهاتهم.
ففي الشهر السادس من عام 2004 ميلادية،،بدأت السلطة تجهز الحملات العسكرية بالألويات والكتائب والعتاد الكبير، ومنافقي القبائل، واصحاب الفكر الوهابي الحاقدين، في منتصف شهر يونيو
ليطوقوا مران، حسب توجيهات، وأوامر البيت الأبيض، والكنجرس الأمريكي. ونزولا عند رغبة الصهاينة، وتلبية لطلب الجارة الحاقدة، لإطفاء نور الله في مهده، ولكن كما قال الله سبحانه وتعالى:( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) صدق الله العظيم.
هكذا كانت ارادتهم، أن يطفئؤه بأفواههم وطوائرهم وصواريخهم ومدافعهم ومجنزراتهم، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة.
لقد شاؤا وشاء الله حقا
بأن يبقى الهدى للعالمينا
لقد انطلقت السلطة بقضها وقضيضها لقتل السيد القائد: حسين بدر الدين الحوثي وأنصاره في مران خولان بن عامر بمديرة حيدان، وأنصاره في همدان عزلة نشور الرزامات التابعة لمديرية الصفراء، وأنصاره بمديرة سحار، وفي ضحيان بمديرة مجز وأينما كانوا.
فابتدؤا حربهم الأولى بعدمنتصف الشهر السادس
من عام 2004. وسخروا كل امكانيات الشعب للقضاء على السيد وأنصاره، واستمرت الحرب على مران ونشور لقرابة الثلاثة الأشهر حيث وضعت أوزارها في التاسع من سبتمبر من نفس العام، بإعلان السلطة استشهاد السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رحمة الله تغشاه، بعد معارك دامية ودمار كبير في البيوت والممتلكات، إرضاءا لأمريكا وإسرائيل.
والحديث عن حياة الشهيد حمود الصيلمي رحمه الله، وليس عن الحرب وتفاصيلها، لهذا لابد أن نسأل هذا السؤال لنصل الى مانريد الوصول إليه في هذا المقال، وسؤآلنا عن الشهيد الصيلمي أين كان وما هو دوره في الحرب الأولى؟ لقد اشتعلت الحرب وهو في بيته بدماج وتيقن أنه لن يستطيع الوصول إلى مران ولا إلى الرزامات، لكثرة النقاط العسكرية، والبلاغات الكثيرة بأسماء الأنصار في كل النقاط العسكرية، مع تواجد المنافقين من كل بلاد للتعريف بالأنصار، فماذا فعل شهيدنا السعيد؟
لقد قرر أن يتجه هو وأولاده إلى منطقة نشور وبالتحديد إلى قرية الرحيب الرزامات، حيث يتواجد بها السيد المجاهد بدر الدين الحوثي رحمة الله عليه، والأخ عبدالله عيضة الرزامي، ومن معهما من المجاهدين المؤمنين من قبيلة همدان وغيرهم، ولكن لاسبيل إلى ركوب سيارته للوصول إلى الرزامات مثل كل مرة في نصف ساعة، حيث أن الأمر يختلف اليوم عن أي يوم مضى.
فلبس جعبته وبندقه (الجي ثري) ولبس اولاده لامة حربهم واتجهوا خفية إلى جهة الشمال، إلى الجبال والشعاب والوديان، مشيا على أقدامهم، يترقبون ماذا سيحدث من تحركات المنافقين من حولهم وعن أيمانهم وشمائلهم، انطلقوا بكل عزائمهم، وإيمانهم، بأن الجهاد في سبيل الله هو الطريق الأفضل لحفظ دينهم وكرامتهم وعزتهم، مؤمنين بأن البقاء في البيوت، هو الخزي بعينه في الدنيا والآخرة، وأن عاقبته الذل والهوان، وأنهم لن يتركوهم في بيوتهم معززين مكرمين، حتى لو لم يجاهدوا في سبيل الله، لو فضلوا القعود، مع الخوالف، فإن السلطة الظالمة لن تتركهم آمنين مسالمين، داخل بيوتهم. فالمسألة مسألة وقت اذا تغاضت عنهم، أياما فسيأتيهم الدور، حسب الخطط المرسومة للسلطة العميلة.
ومن هنا انطلقوا مع الله يتسلقون الجبال، ويقطعون الشعاب، لأكثر من أربع ساعات حتى وصلوا إلى الرزامات، متعبين، من وعثاء الطريق، فتم استقبالهم بكل حفاوة وسرور، وتعيين مكان استقرارهم ليؤدوا واجبهم الجهادي كما يحبون، وكما تقتضيه ظروف المعركة.
باشر شهيدنا أعماله بكل جد واجتهاد ونشاط وتفان وإخلاص، وهمة عالية، لانظير لها.
كان مثاليا في كل شيء، اخلاقه، وتواضعه، وتصرفاته، وسلوكياته، وكما يقال رجل قرآني بما تعنيه الكلمة.
إنسان لايعرف الوهن رغم سنه، الكبير، فقد تجاوز الستين، ولكن همته تفوق همة الشباب بأضعاف مضاعفة، فلا تنظر إلى أي شيء إلا وله فيه بصمة، فأحيانا يستقبل المجاهدين الجدد، وأحيانا يعضهم ويشدهم إلى الله كأنه قد أعد نفسه في قسم التوجيه المعنوي حيث لا أقسام ولا وضائف ولا مسؤليات موزعه فالكل يخدم في سبيل الله حسب طاقاته وقدراته، وأحيانا تلقاه يسجّل الأسماء كأنه في شؤون الموظفين، وأحيانا تراه يوزّع الجدد على جبهات المواجهه، وتراه في مقبرة الشهداء يحفر قبورهم ولحودهم، ويسجل أسماءهم في كشوفات مجدولة باليوم والتاريخ ومكان الشهادة،فإذا قمت بزيارة الجرحى، فإنك ستراه هناك يضمد جراحاتهم، ويناولهم الدواء، وهكذا، كان في الحرب الأولى وفي الهدنة بين الحربين الأولى والثانية، حتى قامت الحرب الثانية، التي كانت عبارة عن تسلل وغدر وخيانة لنقض الهدنة المزعومة.
فقد تسللو