في حضرة الشهيد:
نتحدث بإيجاز في سطور عن حياة السيد المجاهد الشهيد:
حمود بن هادي الصيلمي، رحمة الله تغشاه.
السيد حمود كان علويا هاشميا، مؤمنا، مجاهدا، مخلصا، صادقا، ورعا، تقيا، عالما، زاهدا، محبا للعلم والعلماء، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر.
قضى معظم حياته، في طلب العلم وتدريسه، ونشره، وخدمته.
لايقف إلا مع الحق والمحقين، ولا يحب إلا الصادقين، كما قال الله تعالى:(ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين).
سمع بتحرك السيد المجاهد بدر الدين الحوثي رحمه الله، وابنه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين، ومن معهم من العلماء، والمثقفين، بعد الوحدة اليمنية، عام 1990، بأنهم، يسعون لإقامة حزب يتحركون من خلاله رسميا، فيما يجب عليهم تجاه دينهم، وأمتهم، ووطنهم، ويضمن وجودهم وبقاءهم، في ساحة مفتوحة، للحق والباطل، والهدى والضلال، تسودها قاعدة:( إما أن نكون أو لانكون).
في ذلك الوضع الديمقراطي، والتعددي، كما يقال، كبداية لإقامة الأحزاب، والتنظيمات، لمن هب ودب، لاستقطاب الجماهير، والتسابق، على الساحات، من يجمع الكثير منها ليضمهم إلى قوائم وكشوفات حزبه، ليثبت وجوده، وينافس بجماهير حزبه بقية الأحزاب، ليكون له الحظ الأوفر في المجالس المحليّة، ومجلس، النواب، وبقية مؤسسات الدولة.
في هذا التحرك السريع والسباق التنافسي، كان لابد من التواجد والحضور المشرف للحقّ وأهله، في إنشاء حزب للمؤمنين المستضعفين، للحفاظ على دينهم وفكرهم، وأبنائهم، لكي لايكونوا عبارة عن توفية أحزاب، يتقاسمونهم ويشرذمونهم، على حزب المؤتمر، وحزب الإصلاح، وبقية الأحزاب الأخرى.
وهنا قرر العلماء ان يكون لهم حزبا، يتحركون من خلاله في الساحة اليمنية.
فأنشؤا حزب الحق، وابتدؤا تحركهم فيه، وكان شهيدنا السعيد، من رجال ذلك الحزب، ومن كبار الناشطين فيه تحت قيادة السيد العلامة مجد الدين المؤيدي رحمه الله حيث تم اختياره رئيسا للحزب، وتحت قيادة السيد المجاهد بدر الدين الحوثي رحمه الله،حيث كان نائبا لرئيس الحزب، وكان السيد العلامة أحمد الشامي، رحمه الله أمينا عاما، والمجاهد الشهيد البروفوسور: أحمد شرف الدين رحمه الله من أبرز قيادات ذلك الحزب.
وبالعودة إلى نشاط شهيدنا الصيلمي، رضوان الله عليه، فقد كان لايألوا جهدا في التحرك في مجتمعه لاستقطاب الناس إلى حاضنة حزب الحق.
إلا أنه كان يسكن مجتمعا مدججا بضلال الوهابية، حيث كان يسكن في وادي دماج، موطن الشيخ مقبل الوادعي، شيخ الوهابية، ومكان تمركزهم وتواجدهم.
استمر الشهيد الصيلمي محافظا على قريته وجيرانه ومسجده، ذابا عنها ذلك المد المتهافت عليها، فقام الشهيد بالتدريس في مسجده، بقرية آل الدمينه التي يسكنها الشيخ أبو علياء وأبنائه وأفراد قبيلته، المحبين لمحمد وآل محمد، والذين كانوا السند لهذا السيد لنشر العلم والفضيلة.
بعد هذا بأعوام بدأت فكرة المراكز الصيفية،للحفاظ على أجيالنا، من الانحراف، في زمن كثرت فيه الفتن، وقويت شوكة الباطل، وكثر سوادهم واتباعهم، ودعمهم من دول الخليج، وتجار السلطة، ودعاة الباطل. فكان لابد من مقارعته والتصدي له، رغم الظروف الصعبة، وقلة الإمكانيّات، إلا أن مواجهته واجب ديني حسب المستطاع، فقام الشباب المؤمن مع علمائهم الأجلاء بتبني ذلك المشروع الثقافي الديني الهام، فشكلوا إدراة المراكز الصيفية، واختاروا السيد العلامة محمد بدر الدين الحوثي، مديرا عاما للمراكز الصيفية، فابتدؤا إنشاء المراكز في ضحيان ومران ونشور همدان، والطلح والحمزات ومدينة صعدة،ثم انتشرت في الكثير من مديريات وعزل وقرى محافظة صعدة وغيرها، ومن ثم أقام شهيدنا الصيلمي مركزا صيفيا في قريته بدماج، وعمل فيه مع كادر ادارته بتفان ونشاط قل نظيره.
وواصل الناس نشاطهم الثقافي، التوعوي، في مراكزهم الصيفية، كل عطلة صيفية، حتى كثرت جماهير تلك المراكز، وطلابها، وعددها إلى ان تعدت اربعين مركزاً في صعدة وغيرها.
كل هذه الصحوة الثقافية، والنشاط المستر، أغاظ السلطة، الظالمة،سيما وأكبر شريك لها هو حزب الإصلاح الوهابي، الذي ينفذ توجيهات السعودية، بالحرف الواحد، وعداءها الأزلي لليمن أرضا، وإنسانا، وفكرا وعقيدة، وعلى هذا الأساس، فقد واجه العلماء، والمعلمين، الكثير من المكائد والمكر، والحصار والتهميش، للعاملين، في هذه المراكز بحيث لايستطيعون الدفع بمستوى هذه المراكز إلى الأمام.
منذ النشأة إلى بداية الصرخة والمشروع القرآني، حيث كان شهيدنا الصيلمي قد جمع من أهل الخير، جمعية تعاونية، كأسهم استثمارية لفتح مكتبة وكمبيوترات لطبع ونشر الفكر الزيدي المظلوم من كل الجهات،بما فيهم التجار المحسوبين على الزيدية.
فقام شهيدنا بإدارة تلك المكتبة، باهتمام منقطع النظير، سواء فيما يتعلق بالمراكز الصيفية، ومناهجها، أو فيما يتعلق بالمشروع القرآني الذي بدأه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
وهنا تجدر الإشارة بدور الشهيد: حمود بن هادي الصيلمي، وتفانيه بخدمة ملازم الشهيد وتوفير