مقام الشهداء :
ما أعَزَ جنابَه ومقامَهْ
إنه الحيَُُّ رغم دفنِ عظامِه
هنؤه قد صارت الخلدُ داراً
للشهيد بما حوت من كرامة
فاز والله كم تمنى سواه
أن يفوزَ ويلبسنَّ وسامه
شهداءٌ مع هداةٍ وهديٍ
عظماءُ حتى بيوم القيامة
يرزقون عند إلهٍ عظيمٍ
فرحين لا يعرفون الندامة
ولهذا يستبشـرون جميعاً
بالذين لم يلحقوا بالسلامة
وبفضلٍ ونعمةٍ منحوها
ونجاةٍ من هولِ يومِ القيامة
إنهم خيرُ من أجابوه حقاً
رغم قرحٍ أصابهم وملامة
صَدَقوا الله عهدَه فأثيبوا
واستحقوا من ربهم ما أقامَه
للشهيدِ من نعمةٍ وهناءٍ
وأمانٍ وراحةٍ وسلامة
اشترى الله منهمو ثم باعوا
وهو أوفى بعهدهِ بتمامه
يا شهيداً رفعت هاماتِ قومٍ
بعد ذُلٍ فأنت للعز هامَه
فلعمري لولاك ما قام فيها
لهدى اللهِ رايةٌ أو دَعَامة
هل تراني أحظى لديك بقربٍ
لا تردن قاصداً عن مرامِه
هام والله فيك نبضُ فؤادي
فدع القلبَ يستلذَّ هيامَه
جئتك الآنَ زائراً فاقبلن
مولعاً قد برى الغرامُ قوامَه
إن مثلي بمثلكم لشغوفٌ
لا تلوموا متيماً بغرامِه
كم تمنيت أن أُزَفَّ شهيداً
لمقاماتكم وطيب الإقامة
غير أني حرمت لما منحتم
ولكلٍّ من الحياةِ قسامه
يا رموزاً ضحوا لنحيا كراماً
قد حيينا أعزةً بكرامَة
كلُّ فضلٍ لأهلهِ فهنيئاً
وعلى كاسبيه منه علامَة
ليس من قال إنني قد صنعتُ
وفعلتُ مُصدقاً في كلامِه
قد شهدنا بما علمنا وإنا
لشهودٌ لكلِ حُرٍ قيامَه
بجهودٍ وتضحياتٍ وبذلٍ
ودماءٍ ومن رفاتِ عظامِه
مثلُهم يغبطون منا يقيناً
في صمودٍ وفي تقى واستقامَة
مجَّدَ المجدُ هؤلاءِ وحيا
صانعيه مقبلاً كلَّ هامَة
وانحنى للسجودِ منهم حياءً
ثم أعطاهمُ بفخرٍ زمامَه
هؤلاء فخرُ الزمانِ إذا ما
فخرت أمةٌ لكلٍّ مقامَه
لا يضاهى مقامُهم فلتحيوا
صانعي النصـر زارعي الإبتسامة
هؤلاء لا يعرفون فراراً
يثبتون لا يعرفون انهزامَه
يزحفون على العدوِ ليوثاً
حرموه هدوءه ومنامه
كلُّ فردٍ كتيبةٌ حين يغزو
موقعَ الخصم يفجعن جهامُه
تحرقُ الأرضُ حولَه لا يبالي
بالمنايا على ارتشافِ زؤامِه
يسقينَّ أعداءَه بيديه
جُرَعَ الموتِ حين بدءِ اقتحامِه
فكأن رصاصَه نوويٌ
وكأن صراخه كالقيامة
أو كريحٍ عاتٍ وبركانِ سخطٍ
يشعلنَّ حصونَهم باضطرامِه
يدعن القلاعَ أرضاً سوياً
صفصفاً لا ترى بهن دَعَامَة
والعتادُ غنيمةٌ بيديه
أو بقايا مدمرٍ أو حطامِه
لهف نفسـي على رجالٍ عظامٍ
صنعوا النصـرَ قدموا كل هامه
كلما دقت الحروبُ طبولاً
قفزوا فيه كي يخوضوا حمامَه
يركبون على شراعِ المنايا
ولديهم أنشودةٌ لاقتحامِه
وهتافٌ وأحجياتُ حروبٍ
وأهازيجُ فرحةٍ باحتدامِه
من رآهم رأى المنيةَ حقاً
في يديهم والموتَ يرمي سهامَه
فكأن يدَ الإلهِ أَعَدَّتْ
هؤلاءِ لا يعرفون سآمَة
قد حباهم من عندِه كلَّ بأسٍ
للقتالِ على ألدِ خصامِه
مذ أهلوا إلى الحياةِ وفيهم
سرُّ ما يحملون قبل الفطامَة
سرُّ تكوينِهم عليهم دليلٌ
في طباعٍ وسيرةٍ واستقامَة
تبصـرنَّ طفلاً بقلبِ كبيرٍ
وعليه من رشدِه ألفُ شامَة
هكذا لا شك كنا نراهم
ثم صاروا للدينِ درعاً ولامَة
يتصدون للعدو إلى أن
يبدأن فرارَه وانهزامَه
فلهذا أحبهم كلُّ شعبي
كلُّ فردٍ يولي الشهيدَ احترامَه
فسلام على رجالٍ كرامٍ
نصـروا اللهَ فاستحقوا وسامَه
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
الشاعر هادي حسين الرزامي
ـ