كَتَبَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ مَعَ رَجُلٍ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ :
أَمَّا بَعْدُ ،
فَإِذَا قَدِمَ عَلَيْكَ أَخٌ لَكَ مُوَافِقٌ فَلْيَكُنْ مِنْكَ مَكَانَ سَمْعِكَ وَبَصَرِكَ ، فَإِنَّ الْأَخَ الْمُوَافِقَ أَفْضَلُ مِنَ الْوَلَدِ الْمُخَالِفِ ، أَلَا تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِنُوحٍ فِي شَأْنِ ابْنِهِ ﴿
إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ﴾
يَقُولُ : لَيْسَ مِنْ أَهْلِ مِلَّتِكَ.
فَانْظُرْ إِلَى هَذَا وَأَشْبَاهِهِ فَاجْعَلْهُمْ كُنُوزَكَ وَذَخَائِرَكَ وَأَصْحَابَكَ فِي سَفَرِكَ وَحَضَرِكَ
فَإِنَّكَ إِنْ تُقَرِّبْهُمْ تَقَرَّبُوا مِنْكَ
وَإِنْ تُبَاعِدْهُمْ يَسْتَغْنُوا بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالسَّلَامُ.