للتو اكتشفت المعنى الحقيقي لكلمة " كاكا" لقد غمرتني فرحة كبيرة وأنا أقرأ رواية "عداء الطائرة الورقية" بقدر ما أحزنني أحداثها المؤلمة التي تحكي واقع عشنا فيه أغلب تفاصيلها، لطالما كنت أتساءل في يوم من الأيام حين وجدت أحدهم يقولها لشخص آخر، كان الموقف حري بأن أقف عند هذه الكلمة، كنت أظنها نوع من الدعابة والملاطفة تقال لطفل في السنة الثانية من عمره وذلك حين يتناول التراب أو شيء من أي قذارة،
لكن أن تقال لشاب في مثل عمري تلك مدعاة للسخرية والشك، ما أسعدني اليوم وقد عرفت معناها رغم فوات الأوان، إلا أنني سأكون أكثر نباهة وحنكة بعد الآن، "كاكا" يا للسخرية أن تقال ثم تتلوها ضحكة خفيفة ورقيقة لكنها عذبة، وأنت تنصت دون أن تفهم، تكتفي بطريقة هذه الدعابة الساخرة حتى أنك لا تكلف نفسك البحث عنى معناها، لأن عقلك منشغل بتلك الطريقة التي نُطقت بها تلك الكلمة، عذوبة ورقة وجمال لا يوصف.
"كاكا" كانت تعني له الكثير لتكن ما كانت حتى لو شتيمة أو فيها نوع من السخرية، لا يهم، الأمر لا يحتاج إلى اعتراض بقدر ما تجبر نفسك على تقبلها بكل رحابة صدر لأنك في موقف تنتظر أن تُقال لك كلمة واحدة تفتح بها حوارا يقتل اللهفة والشوق لحديث أنت بحاجته لأن تكسر حاجز الصمت المريب.
اللعنة لم يكن يعلم أن كاكا لم تكن إلا أداة تفسر سر تلك التجاعيد التي بدأت تخط وجهه، لم تكن إلا وسيلة للتذكير بفارق العمر، حتى لو كنت ذات جرأة كبيرة وطموح في اختيار ما تقع عليه عيناك إلا أن هذا لا يسعف المعنى لأن تقابل بكلمة نرجسية كهذه، الأقسى من ذلك أن تكون ما زلت تمرح في دائرة العزوبية، ولم تكن كبيرا في السن لأن تقال لك مثل هذه الكلمة، تساقط القليل من بصيلات شعر الرأس لا يمنح لك الحق في الحكم على الآخرين بالكِبَر، لابد أنك فهمت الآن معناها الحقيقي إذا كنت غشيم تشبهني،
كاكا تعني = عم وعم تعني= كاكا، تقال لمن هم أكبر سنا من المتزوجين لإظهار الإحترام والتقدير، يمكن أن نستخدمها كما كنت أقولها لجارتنا التي تملك بنات جميلات جدا لكن لم يحالفني الحظ كنّ أكبر سنا مني.. من اليوم لا تسمح لأحد أن يدعوك بهذه الكلمة حتى تصبح على الأقل أبا لطفل وطفلة..
خالص تحياتي لكل الكاكاوين والكاكويات..! 💥