تعجبني فكرة العودة الساكنة إلى تلك المنازل التي غادرناها صباحاً،مشاهدة أضواء المدينة مع لحظات الغروب، الطريق وهو يودِّع قبلات الشمس الأخيرة، صوت المفتاح وصرير الباب، تلك الأوجه التي اعتدنا عليها، ذلك الفراش الدافئ عليه ذاتُ الثوب المثقوب، صوت ضجّة العالم تخفتُ وتتلاشى رويداً رويداً كأننا نودِّع المدينة الصاخبة إلى ريفٍ هادئ، صوتُ أفكارنا وهي تغادرنا تحت سُلطان النوم وحُكمه، كُوب الشاي اللذيذ أو القهوة التي نختم بها اليوم. تلك العودة الروتينية تمثِّل فكرة السكون بعد الصخب والراحة بعد التعب، ذلك السكون هو أحد معاني السعادة، وهذا الروتين هو نوعٌ من الراحة، وتلك الوجوه هي معنى الأمان، هناك حيث الانتهاء من كل الخطاوي المُرهقِة نعانق اللحظات الجميلة التي ترتاح فيها أقدامنا من طُول المسير، على أنغام هادئة من شريط الذاكرة هناك ينتهي التعب ولو كان انتهاء لحظياً، ننعم بساعاتِ راحة قبل استئناف المعركة من جديد. 💙
#دعاء_عبدالمنعم