«كيف تصبح إنسانًا راشِدًا»
تدرّب على الاستماع إلى ما يقوله الناسُ، وابذلْ جهدَك لتدخُل عقولَهم، وستجد أنّ حتّى القضاة الذين تخافهم هُم في الحقيقةِ قضاة على أنفسهم، ولا تزخرف أفكارك، ولا تتحدّث بكلماتٍ زائدة، أو تفعل أفعالًا غير ضرورية، دَعْ روحَك تُمثّل إنسانًا راشِدًا، وتدرَّب على الفضائل التي يُمكنك إظهارها، مثل: الصدق، الوقار، التحمّل، الصَّرامة، الفطنة، الصبر، الإخلاص، الاعتدال، الجِدِّيّة، فإنَّ فِي عقل الإنسان المُستقيم والمُطهَّر لا يوجد قبح، ولا قذارة، ولا تذلُّل، ولا ازدراء، ولا مُراوَغة، وإذا رأيتَ في نفسِك صفاتٍ، مثل: الاستقامة، الحشمة، الصراحة، فلا تخسر هذه الصفات، وإذا خسرتَها حاوِلْ أنْ تستعيدَها من دون الاهتمام بما إذا وصفك بها الآخرون أو لم يفعلوا، حينئذٍ تصبح شخصًا جديدًا، وتعيش حياةً جديدة، يجب أن تسمو فوق الشهرة، وفوق الموت، فإنَّ الحظَ السعيدَ أنْ تغادرَ الحياةَ وأنتَ لا تعرِف الكذبَ والنفاقَ والغرورَ.
كاتِبُ النَّصِّ: ماركوس أوريليوس.
نقل وتحرير: نورا الطوالة.
الرجلُ الحكيم لا يترك نفسه يعيش عفوًا كأنه مسوق بالظروف والصروف؛ إذْ يجب أن يعيش قصدًا بأهدافه، وعلى تقدير لمواهبه وكفاءته، واستغلال لهما بما يجعل حياته مجدية إن لم تكن سعيدة، وهو محتاج إلى أن يتعوَّد العادات الحسنة التي تعاون على رقيه وتطوُّره.
•