قاموسٌ مختلف
نحن لا نقول عسكري؛ بل نقول: مجاهد. لا نقول حرب؛ بل نقول: جهاد في سبيل الله. لا نقول لنصف تاريخاً معيناً (عندما بدأت المشاكل، الأحداث، أو أيّاً كان المصطلح الهزيل الذي يعكس هشاشة روح صاحبه)؛ بل نقول بكل فخر: عندما خلعنا ثياب الهوان، وأبينا الذل، وعقدنا صفقة مع الله. لا نقول مات؛ بل نقول: نحسبه شهيداً بإذن الله.
حين تعلو الاستغاثات، ويعلو أزيز الرصاصات، وتكاد تنخلع القلوب؛ لا ننادي أي اسم بشريّ أو يمتّ للأرض بصلة؛ بل ننشدُ العون من فالق الأرض: (يــا الله)، وفي المد تنهيدة طويلة تحمل كل غبار عالق بأرواحنا، وتتردد في الأفق لتصل للسماء صافيّة نقيّة كالزجاج.
تلك اللحظة الأولى من النصر، تصدح التكبيرات، تعلو فوق الغمام، تسجد أعلى ما في جسد المؤمن "الجباه"؛ لأنه مهما حاز ونال يبقى عبداً لله، يعزّ بذلته له عز وجل.
إن كلماتنا، مصطلحاتنا، حروفنا؛ تأخذ معانيها من السماء. إن من وُكّل بخلافة الأرض لا يليق به أن يضيء سراجه من فتيل دنيوي بالٍ.
وكما يقول سيد قطب: (إن القرآن ينشئ قلوبا قادرة على حمل الأمانة، لا تنظر إلا للآخرة).
فكيف لمن ربّاه القرآن، وعيناه وقلبه معلقتين بالآخرة، أن يهتم لحطام دنيوي بكل مافيه من مادة أو معانٍ!
بقلم: شهد ابنة فادي
٢٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
٣٠ تشرين الثاني ٢٠٢٤ م
#أسنة_الضياء
@AsennatAdiyaa